133بعد بيانالحكم في الدَّين والأحكام المتعلقة به من الكتابة، واتخاذ الشهيدين، و عدم إباء الشهداء إذا ما دعوا، و عدم السأم و الملالة في الكتابة، كلّ ذلك يشير إلى الغاية و الهدف، و الحكمة من جعل الأحكام على المؤمنين و تقنينها بأنّها أقسط عند الله، و بها تستقيم الأُمور ، و تجري في مجراها الصحيح، و تكون الشهادة ميسورة للشهداء، و لايتمسك الشهداء بالمعاذير، تخلصاً و امتناعاً عن الشهادة.
فالهدف المهم هو حصول الطمأنينة في النفس، و المهيمنة على أصول الريب و الشبهة و الوسوسة، و هي الغاية القصوى ، و المقصد الأعلى في العلاقات الاجتماعية و التجارية، و عليها يبتني قوام المجتمع و علاقاته.
فتحصّل من هذه الآية، أنالدَّين له موقع مهم في الإسلام، وهو أساس من الأُسس الاجتماعية، ولهذا اهتم الشارع اهتماماً بليغاً بهذا الأساس والبناء ، رغبة في حفظ النظام المجتمعي.
2. قوله تعالى: ( وَ إنكُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَ لمتَجِدُوا كاتِباً فَرِهَانٌمَقْبُوضَةٌ ) . 1إنالأمر باتخاذ الرهائن في التداين ، إذا لميمكن الكتابة، تأكيد آخر على الاهتمام بالدَّين ، و شرائط أخذه و دفعه صحيحاً، و تشديد على حفظ المال كي لايقوم المديون بالتبريرات الباردة، والامتناع عن دفع المال، وليس لهذا الحكم نظير في الإسلام من حيث التشدد.
3. لو أمعنّا النظر في آيات الإرث، لشاهدنا أنللدَّين موقعاً خاصاً ، ما ليس لسائر الفرائض مثله:
الآية الأُولى: بعد بيانسهم الأولاد من الإرث ذكراً كانأو أنثى ،