113الوضع متقوم بالالتفات، و المصداق الجديد مغفول عنه فكيف يعمّه الوضع؟
توضيح الاندفاع، أن الوضع متقوم بالالتفات إلى ما هو الموضوع له، لا إلى ما يلازمه أو يقارنه، و خصوصيات الحصص ليست داخلة في المعنى ليقصر الوضع عن المصاديق الجديدة، فالواضع القديم لو نُشر يرى السفر بالوسائل الحديثة مصداقاً لوضعه، و لم يشذّ عنه وضعه، و إن لميخطر بباله.
ثمّ إنّ الذي يقضي بحمل اللفظ على المفاهيم العرفية المعاصرة للنص لايقتضي تخصيصها بالمصاديق المعاصرة للنصّ.
فإن قلت: لما كان الوجه في تخصيص الألفاظ بالمفاهيم المعاصرة لصدور النصوص هو الإطلاق المقامي، فإنه كما يقتضي تخصيص اللفظ بالمفهوم العرفي المعاصر لصدور النصّ، فهو يقتضي تخصيصه بالمصداق المعاصر للنصّ، و ذلك فإنّ نكتة الإطلاق المقامي هو استلزام سكوت الشارع عن التنبيه على إرادة معنى مغاير للمعنى العرفي، لحمل العرف و المخاطب ألفاظه على المفاهيم العرفيّة، و هو مستلزم لتفويت الأغراض اللزوميّة المنافي لغرضه من التكلّم، فيعلم بكون مراده هو المفاهيم العرفيّة، و حيث إنّ المتيقّن من المفاهيم العرفيّة هو مصاديقها المعاصرة لعصر النصّ، يتعيّن حمل النصوص عليها، إذ لايعلم إرادة ما يعمّالمصاديق الحادثة بعد عصر النّص، و الإطلاق المقامي ليس بنكتة مقدمات الإطلاق اللفظي ليستدعي السريان و الشمول، بل نكتته أمر آخر هي قد تستدعي الشمول و قد لاتستدعيه؛ فإنّ الإطلاق المقامي ليس هو الإطلاق المصطلح اللفظي لا مفهوماً و لا دليلاً.
قلت: نكتة الإطلاق المقامي ليس أمراً واحداً، و إن كانت التي ذكرناها