76وعن القراءة:
قرأ ابن عباس: «وليالِ عَشْرٍ» بالإِضافةِ. فبعضهم يكتبُ «ليالِ» في هذه القراءةِ دونَ ياءٍ، وبعضُهم قال: «وليالي» بالياء، وهو القياسُ. قيل: والمرادُ: وليالي أيام عشرٍ، وكان مِنْ حَقِّه على هذا أن يُقال: عشرةٍ؛ لأنَّ المعدودَ مذكرٌ. ويُجاب عنه: بأنَّه إذا حُذِف المعدودُ جاز الوجهان، ومنه «وأتبعه بسِتٍّ من شوال» وسَمَعَ الكسائي: «صُمْنا من الشهر خمساً» .
والعامَّةُ على «ليالٍ» بالتنوين، «عَشْرٍ» صفةٍ لها.
وقد قرأ أبو الدينار الأعرابي: والفجر، والوتر، ويسر بالتنوين في الثلاثة. قال ابن خالويه: هذا كما روي عن بعض العرب أنه وقف على آخر القوافي بالتنوين، وإن كان فعلاً، وإن كان فيه ألف ولام. قال الشاعر:
أقليّ اللوم عاذل والعتابا
وقولي إن أصبت لقد أصابا
انتهى.
وهذا ذكره النحويون في القوافي المطلقة إذا لم يترنم الشاعر، وهو أحد الوجهين اللذين للعرب إذا وقفوا على الكلم في الكلام لا في الشعر، وهذا الأعرابي أجرى الفواصل مجرى القوافي.
وقرأ الجمهور: وَ لَيالٍ عَشْرٍ بالتنوين؛ وابن عباس: بالإضافة، فضبطه بعضهم. وَ لَيالٍ عَشْرٍ بلام دون ياء، وبعضهم وليالي عشر بالياء، ويريد: وليالي أيام عشر. ولما حذف الموصوف المعدود، وهو مذكر، جاء في عدده حذف التاء من عشر.
والجمهور: والوتر بفتح الواو وسكون التاء، وهي لغة قريش. والأغر عن ابن عباس، وأبو رجاء وابن وثاب وقتادة وطلحة والأعمش والحسن: بخلاف عنه؛ والأخوان: بكسر الواو، وهي لغة تميم، واللغتان في الفرد، فأما في الرحل فالكسر لا غير.
وحكى الأصمعي فيه اللغتين؛ ويونس عن أبي عمرو: بفتح الواو وكسر التاء. والجمهور: (يسر) بحذف الياء وصلاً ووقفاً؛ وابن كثير: بإثباتها فيهما؛ ونافع وابن عمرو: بخلاف عنه بياء في الوصل وبحذفها في الوقف. (24)
هذا ما ورد في اللغة والإعراب والقراءة.
الأقوال:
ولهم في تفسير الفجر أقوال:
1 - الفجر فجر يوم عرفة ويبدو أنه قول أكثر المفسرين.
2- فجر يوم النحر؛ لأنه يقع فيه القربان ويتصل بالليالي العشر عن أبي مسلم.
3- فجر أول يوم من ذي الحجة؛ لأن الله تعالى قرن الأيام به فقال: (وَ لَيالٍ عَشْرٍ) وهي عشر ذي الحجة عن مجاهد والضحاك.
4- فجر أول المحرم لأنه تتجدد عنده السنة عن قتادة.
5 - فجر كل يوم أو فجر النهار وهو انفجار الصبح كل يوم، عن عكرمة والحسن والجبائي ورواه أبو صالح عن ابن عباس. . أقسم به كما أقسم بالصبح، ويراد به الجنس، لا فجر يوم مخصوص.
6 - أراد بالفجر النهار كله عن ابن عباس.
7 فجر يوم الجمعة.
8- الفجر هو صلاة الصبح. وقرآنها هو قرآن الفجر.
9 - وقيل: فجر العيون من الصخور وغيرها.
وفي وَ لَيالٍ عَشْرٍ لهم أقوال عديدة،