157وأتموا فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل، والحج مفعول به، والعمرة معطوف على الحج، ولله الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال، أي خالصاً لوجهه , ويصح أن يكون الجار والمجرور في (لله) متعلقاً بأتموا فتكون اللام هي لام المفعول لأجله , ويجوز أن تتعلق بمحذوف على أنها حال من الحج والعمرة، تقديره: أتموها كائنين لله. وقرأ علي وابن مسعود وزيد بن ثابت: «والعمرة» : بالرفع على الابتداء , و «لله» الخبر، على أنها جملة مستأنفة. وإنما قال في الحج والعمرة: (لله) ولم يقل ذلك في الصلاة والزكاة، من أجل أنهم كانوا يتقربون ببعض أفعال الحج والعمرة إلى أصنامهم، فخصّهما بالذكر لله تعالى، حثاً على الإخلاص فيهما.
وقد اقتبس الشعراء هذا التعبير الجميل وصرفوه إلى مناحي التغزل فقال ذو الرمة وأبدع:
تمام الحج أن تقف المطايا
على خرقاء واضعة اللثام
جعل الوقوف على خرقاء وهي محبوبته من بني عامر، كبعض مناسك الحج التي لا ندحة عن إتمامها. (13)
معنى الحج: هو القصد إلى الشيء المعظم. أو هو القصد للزيارة قال الشاعر المُخَبَّلُ السَّعدي:
وأشهد من عوف حلولاً كثيرة
يحجون سِبَّ الزبرقان المزعفرا
يريد عمامته، وكانت سادة العرب تصبغ عمائمها بالزعفران.
والسِّبُُّ: العمامة أي يقصدون عمامة الزبرقان المصبوغة بالزعفران. (14)
وشرعاً: وقوف بعرفة، ليلة عاشر ذي الحجة , وطواف بالبيت سبعاً، وسعي بين الصفا والمروة كذلك، على وجه مخصوص ( الدسوقي) وشرعاً: قصد البيت الحرام، للتقرب الى الله تعالى، بأفعال مخصوصة، في زمان مخصوص، ومكان مخصوص من حج أو عمرة ( الحسين الصنعاني) . .
و الحج الأكبر هو الذي يسبقه وقوف بعرفة. وفي القرآن الكريم:
وَ أَذانٌ مِنَ اللهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَْكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِىءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ (15)
ويوم الحج الأكبر هو يوم النحر، وقيل: يوم عرفة.
معنى العمرة: بضم العين: الزيارة وقيل: القصد إلى مكان عامر، وسميت بذلك لأنها تفعل في العمر كله، وكذلك أخذت العمرة من العمارة؛ لأن الزائر للمكان يعمره بزيارته حين تضمه أرضه وسماؤه وأجواؤه، وجمعها عمر بضم العين وفتح الميم، وعمرات بضم العين والميم، وشرعاً: قصد الكعبة للنسك المعروف (الأنصاري) .
وهو الحج الأصغر الذي ليس فيه وقوف بعرفة. والمعتمر: الزائر، القاصد للشيء، من يؤدي العمرة.
ولا يغني عنها الحج وإن اشتمل عليها. (16)
1 - ما المراد من الفعل وأتموا ؟
لهذا الفعل الوارد في الآية مرادان تدور حولهما - كما يبدو - الروايات وتبعاً لها أقوال العلماء من المذاهب الإسلامية:
الأول: ( الإتيان ابتداءاً) .
أي وجوب الإتيان بالحج والعمرة ابتداءاً وإن لم يكن شرع فيهما. فالآية على هذا الرأي جاءت إنشاء لفريضة الحج.
الثاني: ( الإتمام) .
أي وجوب إتمامهما بعد الشروع فيهما. أي لا تدل الآية على وجوبهما أصالة وقبل الشروع فهما ليسا بواجبين ابتداء حسب هذه الآية , ولكن إذا ما بدئ بهما جاء وجوب اتمامهما.