10
حقيقة الإحرام
للإحرام أجزاء ثلاثة واجبة، يتحقّق الإحرام بوجودها، وهي:
1 - ارتداء قطعتي لباس من غير المخيط (للرجال) .
2 - قصد الإحرام للحجّ أو العمرة.
3 - التلبية.
إنّ الإحرام كما جاء في الكلام النوراني للإمام السجّاد (ع) يعني مناداة الله: «إلهي! لقد قطعت تعلّقي بغيرك» ، وعليه فهذا «العقد» والعهد، يلازمه «حلّ» الارتباط بغير الله سبحانه، فبدايةً تُقطع التعلّقات بغير الله ثمّ بعد ذلك يحصل الاتّصال والارتباط به سبحانه.
من الواضح جدّاً مدى ظهور التوحيد وتجلّيه البالغ في الإحرام، مرفقاً بالتعرّي من كلّ زينة في الحياة الدنيويّة، وكأنّ في ذلك محاكاةً للحشر والمعاد اللّذين هما العودة إلى المبدأ.
على هذا الأساس، فمن لم يخاطب - عند الإحرام - الله بقلبه: «إلهي! غسلت يديّ من غيرك، ولم أرتبط إلاّ بولائك» ، لم يذهب للميقات حقيقةً ولم يحرم واقعاً! طبقاً لتوجيهات الإمام السجّاد (ع) .
نعم المراد نفي الكمال، لا نفي الصحّة.
غسل الإحرام
سرّ استحباب الغسل في الميقات، كما يبيّن الكلام المنير للإمام السجّاد (ع) ، أن يقصد الحاج به تطهير نفسه من الذنوب والخطايا، فالنظافة في الميقات تتعدّى تطهير البدن لتدلّل على تطهير القلب، وهذا أوّل سرّ من أسرار الحجّ.
وبناءً عليه، يتعهّد الزائر مع غسل الإحرام:
أوّلاً: أن لا يلوّث نفسه بعد ذلك بالذنب والمعصية.
ثانياً: من الآن فصاعداً لا يخطو خطوةً إلاّ في طريق الطاعة.
ثالثاً: أن يجبر النواقص السابقة ويرمّمها.
إنّ غسل الإحرام سيكون بهذا القصد غسلاً للتوبة، وعند ذاك سيلبس زائر بيت الله الحرام لباس الطاعة بروحه وجسده الطاهرين.
صلاة الإحرام
تقرأ في الميقات صلاة الإحرام قبل الغسل، ويفتي أكثر الفقهاء باستحباب هذه الصلاة، فيما يقول بعضهم بالاحتياط الوجوبي في أدائها، وبناءً عليه من المناسب أن يوقع الإنسان الإحرام بعد الصلاة.
إنّ العازم على السفر إلى بيت الله الحرام يتوجّه إلى سرّ صلاة الإحرام ويقول: «إلهي! إنّني أقتربُ منك بعمود دينك» .
ارتداء لباس الإحرام
إنّ خلع الملابس المخيطة حال الإحرام يعني الخروج من لباس المعصية، كما أنّ ارتداء لباس الإحرام غير المخيط ولا الملوّن، والمصنوع من الحلال والطهارة والنظافة، يعني اشتمال لباس الطاعة.