16
الحج رموزٌ و حِكم 1
الشيخ عبدالله جوادى آملى
الحجر الأسود
السرّ في تشبيه الحجرالأسود بمقام الرسول الأكرم(ص)
تضم الكعبة المطهرة أربعة اركان و ترتيبها حسب الطواف كما يلي: ركن الحجرالأسود، الركن العراقي، الركن الغربي والركن اليماني . و المسافة بين الحجرالأسود وباب الكعبة تُعرف ب- «الملتزم» . قال الإمام الصادق(ع) : «هو الموضع الذي تاب الله فيه على آدم». 2 و«المستجار» موضع يقع إلى جانب الركن اليماني، بمحاذاة الملتزم، حيث يتعلق الزائرون بأستار لطف الله تعالى . وقد عبّر أمير المؤمنين الإمام علي(ع) عن سرّ التعلق والتشبث بأستار الكعبة ومعنى ذلك بقوله:
«هو مثل رجلٍ له عند آخر جناية وذنبٌ فهو يتعلّقُ بثوبه يتضرّع إليه و يخضع له أن يتجافى له عن ذنبه» 3.
يقع الحجرالأسود إلى يسار الزائر الذي بإزاء باب الكعبة ومقام إبراهيم(ع) على يمينه (وإن كان مقام إبراهيم يقع الآن خلف الزائر المفترض) ولكن بالنسبة للكعبة نفسها، فلو افترضنا أن وجه الكعبة يقع قبالة الناس وجهاً لوجه من الجدار الذي يقع في باب الكعبة، فإن الحجرالأسود يقع إلى يمين بيت الله الحرام و مقام إبراهيم إلى يساره.
يقول الإمام الصادق(ع) مبيناً سرَّ الأمر المذكور، مجيباً على هذا السؤال: لماذا يستلم الناس الحجرالأسود و الركن اليماني من بين أركان الكعبة فقط؟ فقال: لأنها بمنزلة يمين عرشه 4 و الله سبحانه وتعالى أمر باستلام كل ما هو على يمين عرشه.
ثم قال مجيباً عن السبب في وقوع مقام إبراهيم على الجانب الأيسر: لأن
«لكل من النبي إبراهيم(ع) و الرسول الأكرم(ص) مقاماً خاصاًفي يوم القيامة، ومقام محمد(ص) عن يمين عرش ربنا عزوجل و مقام إبراهيم(ع) عن شمال عرشه...» 5.
والحجرالأسود، هو المقام الذي يستند إليه الإمام المهدي(عج) عندما يبايعه الناس، في بداية ثورته العالمية لبسط العدالة . وكما عبر الإمام الصادق(ع) عن ذلك قائلاً:
«...وإلى ذلك المقام يسند القائم ظهره، و هو الحجة و الدليل على القائم، و هو الشاهد لمن وافاه في ذلك المكان، والشاهد على من أدّى إلى الميثاق والعهد الذي أخذ الله عزوجلّ على العباد» 6.
نزول الحجر الأسود من الجنّة