119من أصحاب رسول الله(ص) ، رجال الشيخ ( 3 ) . وعدّه في أصحاب أميرالمؤمنين(ع) قائلاً: سعد بن مالك الخزرجي ، يكنى أبا سعيد الخدري الأنصاري العربي المدني ( 2 ) . وعده البرقي في أصحاب رسول الله(ص) ، قائلا : «وأبوسعيد الخدري الأنصاري: عربي مدني ، واسمه سعد بن مالك، خزرجي.
وفى الأصفياء من أصحاب أميرالمؤمنين(ع) قائلاً: «أبوسعيد الخدري عربي أنصاري.
وقال الكشي في ترجمة أبي أيوب الأنصاري: «قال الفضل بن شاذان : هو من السابقين الذين رجعوا إلى أميرالمؤمنين(ع) ».
وتقدم في ترجمة جندب بن جندب الغفاري في رواية العيون عن الرضا(ع) عدّه من الذين مضوا على منهاج نبيهم(ع) ولم يغيروا ولم يبدلوا . وقال الكشي في ترجمته : أبوسعيد الخدري : حمدويه، قال : حدثنا أيوب عن عبدالله بن المغيرة ، قال : حدثني ذريح عن أبي عبدالله(ع) ، قال : ذكر أبوسعيد الخدري فقال : كان من أصحاب رسول الله(ص) وكان مستقيماً، فقال : فنزع ثلاثة أيام فغسله أهله ثم حملوه إلى مصلاه، فمات فيه.
محمد بن مسعود ، قال : حدثني الحسين بن أشكيب ، قال : أخبرنا محسن بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن ليث المرادي، عن أبي عبدالله(ع) قال : «إن أبا سعيد الخدري كان قد رزق هذا الأمر وإنه اشتدّ نزعه فأمر أهله أن يحملوه إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه، ففعلوا فما لبث أن هلك».
حمدويه قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن عثمان ، عن ذريح ، قال: سمعت أبا عبدالله(ع) ، يقول : كان علي بن الحسين8، يقول : «إني لأكره للرجل أن يعافى في الدنيا ولا يصيبه شيء من المصائب . ثم ذكر أن أبا سعيد الخدري وكان مستقيماً - نزع ثلاثة أيام فغسله أهله ثم (حملوه) حمل إلى مصلاه فمات فيه .
وطريق الصدوق إليه في وصية النبي(ص) ، إلى علي(ع) ، التي أولها : «يا علي إذا دخلت العروس بيتك» : محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني(رضى الله عنه) عن أبي سعد الحسن بن علي العدوي، عن يوسف بن يحيى الإصبهاني أبي يعقوب، عن أبي علي إسماعيل ابن حاتم ، قال : حدثنا أبوجعفر أحمد بن زكريا بن سعيد المكي ، قال: حدثنا عمر بن حفص عن إسحاق بن نجيح عن حصيف ، عن مجاهد ، عن أبي سعيد الخدري 1.
كما شهد بمناقبه الفريق الآخر وأنه كان من فقهاء الصحابة وفضلائهم البارعين، فعن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي، عن أشياخه أنهم قالوا : لم يكن من أحداث الصحابة أفقه من أبي سعيد الخدري، وفي رواية: أعلم. 2
وقال ابن كثير : كان من نجباء الصحابة ، وفضلائهم ، وعلمائهم.
وقال الخطيب البغدادي : وكان أبو سعيد من أفاضل الأنصار ، وحفظ عن رسول الله(ص) حديثاً كثيراً ..
قال الإمام الذهبي : الإمام المجاهد مفتي المدينة حدث عن النبي(ص) فأكثر وأطاب.
وهو من المكثرين من الحديث وكان من أفقه أحداث الصحابة .
وقالوا عنه : إنه روى عن النبي(ص) الكثير .
وروى عن الخلفاء الأربعة ، وغيرهم.
روى عنه من الصحابة: ابن عباس وابن عمر وجابر ، وغيرهم .
روى عنه من كبار التابعين: سعيد بن المسيب ، وأبو عثمان النهدي، وطارق بن شهاب ، ومن بعدهم عطاء ، ومجاهد ، وغيرهم .
وقالوا : إنه روى أبو سعيد الخدري ألفاً ومائة وسبعين حديثاً بالمكرر، اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة وأربعين حديثاً، وانفرد البخاري بستة عشر حديثاً، وانفرد مسلم باثنين وخمسين حديثاً 3.
ملاحظة مهمة
كان أبو سعيد الخدري رضوان الله تعالى عليه مكثراً للرواية كما ذكرنا، ولهذا الأمر أسبابه التي منها :
إن أبا سعيد أعلن إسلامه وهو ما زال صغيراً، فكان له عند قدوم النبي(ص) المدينة إحدى عشرة سنة، و هو سن صفاء الذهن والقدرة على الحفظ والتحصيل . . وكان لملازمته الطويلة للنبي(ص) والتي دامت عشر سنوات وهي المدة التي قضاها(ص) بالمدينة المنورة لم يفارقه أبوسعيد فيها. . وكان لتأخر وفاته، دور كبير في منحه وقتاً كافياً لتبليغ ما تحتفظ به ذاكرته من أحاديث وما يتوفر عليه من علوم ، فقد عاش بعد وفاة النبي(ص) فترة زمنية طويلة ، نحو خمس وستين سنة، وفي هذه الفترة احتاج الكثيرون إلى علمه ، فتكاثر عليه طلاب العلم ينهلون من علمه ويحفظون عنه ما سمع من رسول الله(ص) ، وحدّث عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين، ويشهد بهذا أسناد رواياته ، وقام هؤلاء بتبليغ ما سمعوا منه..