80وينهبون ثرواتها، ويمكّنون أنظمة الاستكبار العالمي من بلاد المسلمين، إلا القليل النادر، الذين نهضوا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجابهوهم بكلمة الحق، وكسروا كبرياءهم وأذلوا غرورهم.. وهؤلاء قلة في هذه الأمة، ولكنّها قلة مباركة.
والسبيل الوحيد إلى طرد هذه العصابات السياسية الانتهازيّة من الساحة الإسلامية السياسية هو حضور جمهور المسلمين في هذه الساحة، حضور إيمان ووعي وعطاء.
إنّ حضور الجمهور في الساحة يغيّب هذه العصابات، ويسلب منهم الأضواء التي يتألّقون بها، ويكشفهم ويعرّيهم.
وهذا الحضور عبادة، بحكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنّه يطرد حملة المنكر من الساحة، ويفتح المجال للمعروف والعاملين به.
هذا الحضور عبادة، كما أن الصلاة والصيام عبادة، وهو من مصاديق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
شريطة أن يكون هذا الحضور عن وعي وبصيرة، وليس حضوراً غوغائياً انفعالياً، وبشرط أن يحمل هذا الحضور خصلة المقاومة والعطاء، وليس حضوراً واهياً ضعيفاً انفعاليّاً تفرّقه طلقات من الرصاص والغازات المسيلة للدموع.
وبشرط أن يكون هذا الحضور حضوراً وحدوياً، تتجسّد فيه وحدة الصف.
ويتم الحوار فيه على أساس مصلحة الإسلام الكبرى، ويتعامل الجمهور في هذه الساحة من منطلق (الأمة الواحدة)، ويتفقون فيها على موقف واحد ورأي واحد.
إنّ مثل هذا الحضور واللقاء والحوار عندما يعمّ الساحة الإسلامية وينتشر في العواصم