73
بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً فإن الآية الكريمة تحمل معنيين:
الاعتصام بحبل الله، وهذا هو المعنى الأول، وأن يكون هذا الاعتصام من قبل الجميع (جميعاً) وهذا هو المعنى الثاني.
ومنها قوله تعالى: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً 1.
والآية الكريمة كذلك تحمل معنيين:
1 - الدخول في السلم.
2 - وأن يكون هذا الدخول من قبل الجميع (كافة).
وقد ورد التأكيد في أحاديث كثيرة متظافرة على لزوم الجماعة، منها ما رواه الفريقان عن رسول الله(ص) في الخطبة التي خطبها في مسجد (الخيف) بمنى عام حجة الوداع، واليك هذا الخطاب النبوي الشريف:
«نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها، وبلغها من لم تبلغه، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم، المؤمنون أخوة تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم» 2.
وهذا خطاب شريف يتضمن ثلاث دعوات، وأية دعوات؟
1- الإخلاص في العلاقة بالله.
2- والنصيحة في العلاقة بأئمة المسلمين وأولياء الأمر(عليهما السلام).
3 - واللزوم لجماعة المسلمين في العلاقة بالأُمة.
وسلامة الفرد والمجتمع بسلامة هذه العلاقات الثلاث:
1 - العلاقة بالله.
2 - والعلاقة بأئمة المسلمين.
3 - والعلاقة بجماعة المسلمين.