64كل ولاء يختلف عن الخطاب الآخر، ونحن ولاؤنا لله ولرسوله ولأولياء الأمر وللمؤمنين وليس للوطن والقوم والعشيرة.. ولهذا الولاء خطاب يختلف عن خطاب الولاء للقوم والوطن.
ونحن لا نرفض الارتباط بالقوم والوطن إلا أن هذا الارتباط من الانتماء وليس من الولاة والولاء يحكم الانتماء.. فقد حارب المسلمون صدر الإسلام أهلهم وآباءهم وإخوانهم من مكة في الله.
وخطابنا إلى جمهور أمتنا - في السراء والضراء - يجب أن ينطلق من هذا المصدر، وهو الخطاب الذي يجمع الشمل، ويزرع المحبة والمودة في القلوب، ويؤسس التفاهم والتعاون في الأفكار والأعمال.
الصدق والنصح في الخطاب
ويجب أن يكون الخطاب صادقاً ناصحاًً.. وفي خطابنا المذهبي الطائفي المعاصر الكثير من الكذب والافتراء.. ومن يقرأ بعض أدبيات الفتنة الطائفية المعاصرة يجد نماذج كثيرة من هذا الافتراء والكذب، ومن أمثلة هذا الافتراء: الافتراء على الشيعة الإمامية بأنهم يقولون بتحريف القرآن، وهم ينفون عن أنفسهم هذه التهمة، ويصرحون ويكتبون عن صيانة القرآن عن التحريف.
ولو أنك سبرت بلاد المسلمين في كل العالم لا تجد غير هذا القرآن قرآناً يتلوه الناس ويتعبدون به في مشارق الأرض ومغاربها.
وكم يتبادل المسلمون من المذاهب المختلفة الافتراءات فيما بينهم من غير هدى ولا بيّنة.
ولا تختصّ هذه الافتراءات بين الشيعة والسنة، وإنما يتم بين الشيعة أنفسهم، والسنة أنفسهم بما لا يقلّ