85
شخصيات من الحرمين الشريفين(1)
محمد سليمان
مصعب بن عمير
أبوه : عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي البدري القرشي العبدري..
أمه : خناس بنت مالك بن المضرب العامرية وهي من نساء بني مالك .. له أخ اسمه أبو عزيز، ولمصعب موقف منه في معركة بدر الكبرى، وهناك شخص من بني عبد الدار بن قصي اسمه أبو الروم بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار كان مع الوجبة الثانية من المهاجرين التي التحقت بالوجبة الأولى التي هاجر فيها مصعب إلى الحبشة ولم أجد من أشار إلى هذه العلاقة أو أنه عاقبته أمه كما عاقبت مصعباً.. ولا أدري قد يكون أخاً لمصعب من أبيه.. لهذا لم تستطع خناس أن تنال منه .. وله أخت تدعى هند بنت عمير، وهند هي أم شيبة بن عثمان حاجب الكعبة جد بني شيبة...
كنيته : كان مصعب يكنى «أبو عبد الله».
لقبه : «مصعب الخير» وهو ما أراده له المسلمون وأحبوا أن يلقبوه به.
مصعب واحد من فضلاء الصحابة وخيارهم بعد أن منّ الله تعالى عليه أن يكون من السابقين إلى الإسلام ثم من منتسبي مدرسة الصحبة الواعية المباركة لرسول الله(ص)، امتلأ إيماناً ورسالية ووعياً فريداً وحلماً كبيراً.. جعله ذلك يتدفق حيوية وحركة دؤوبة ونشاطاً كبيراً في كل مواقفه الإيمانية والتبليغية والجهادية..
لقد تمثلت في شخصيته رجولة وشجاعة وإباء، وتجسد في قلبه يقين ثابت وفي نفسه إرادة مبدعة وفي سلوكه سيرة حسنة وأخلاق فاضلة .. فغدا يستقبل المسؤوليات العظيمة بكل ما فيها من مصاعب ومتاعب ومخاطر دون أن يتطرق الخور إلى نفسه أو يحلّ الإعياء في عزيمته .. بفضل ما يتحلى به من الحكمة التي افتقدها الكثيرون حتى الكبار ممن هم حوله.. وبفضل إيمانه الواعي وعشقه لرسالة الدين الجديد الذي حمله رسول الله(ص) إليهم، وتعلقه بالرسالة والرسول(ص) وعمق صدقه وإخلاصه .. فقدم ما قد يعجز عنه الآخرون وهم مجتمعون فنال ذكراً طيباً في الدنيا وخلوداً في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين..
يقولون عنه: إنه كان فتى قريش، وقد أوتي من الجمال والأناقة ما جعله شاباً يافعاً وضيء الطلعة مليح الهيئة فريداً بين أقرانه ... وأوتي من المال ما جعله مترفاً متنعماً مدللاً محبباً إلى والديه الثريين اللذين راحا يغدقان عليه بما يشاءا ويحققان له كل ما يريد من أسباب الحياة الفارهة...
كانت أمه تكسوه من الثياب أحسنها وأرقها ، وتطيبه بأطيب العطور لتجعله كما تتمنى أعطر شباب أهل مكة بل أعطر أهلها، وخير دليل على هذا ما كان يقوله رسول الله(ص) حين يذكره:
«ما رأيت بمكة أحسن لمّة ولا أرق حلة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير» و «لقد رأيت مُصعباً هذا وما بمكة فتى أنعم عند أبويه منه».
واللمة بتشديد اللام وكسرها : شعر الرأس الذي يتجاوز شحمة الأذن.
الحلة بضم الحاء: الثوب الجديد وقد تكون ثوبين أو ثلاثة أثواب قميصاً وإزاراً ورداء.
حقاً لقد كان من أنعم أهل مكة وأجمل فتيانها وأكثرهم شباباً...
ولكن لم يمنع مصعباً كل تلك الفتوة الفائقة وذاك النعيم وهذا الترف من الانضمام إلى قافلة المؤمنين حين طرق سمعه دين السماء الجديد الذي يحمله رسول الرحمة محمد بن عبد الله(ص).
لم يمنعه كل ذلك ولا حتى غيره من أن يسلم ويصدق في إسلامه ويؤمن ويخلص في إيمانه..