٨
مكة والمدينة في علوم القرآن
محسن الأسدي
لم تكتف هاتان المدينتان بما حظيتا به من مكانة كبيرة في تاريخنا الإسلامي، فهما تشكلان عاصمتي الدين الإسلامي الحنيف، فمكة عاصمة الانطلاقة الأولى لكلمة لا إله إلاالله وأن محمداً(ص) رسول الله، وكعبتها القبلة التي يتوجه إليها المسلمون في كل فرض ومستحب ودعاء وفي توجيه أمواتهم وذبائحهم...
والمدينة عاصمة الهجرة والدولة النبوية المباركة .
كما غدا كل منهما أيضاً حرمين آمنين مباركين تشد إليهما الرحال وتأتي إليهما جموع المسلمين لأداء مناسك الحج والعمرة والزيارة.
كل هذا لم تكتف به هاتان المدينتان المقدستان و تقفا عنده، بل راحتا تحتلان مكانة متميزة في علوم القرآن الكريم، أرقى العلوم الإسلامية، وبالذات في مسألة على قدر عالٍ من الأهمية، وهي سوره وآياته وتقسيمها حسب وقت نزولها ومكانها، فكان منها ما نسب إلى مكة وهو (المكي) وبين ما نسب إلى المدينة وهو (المدني).
حتى عدّ العلم بهذه السور والآيات من أرقى الدراسات والبحوث في علوم القرآن، بل غدت منزلة المكي والمدني من أشرف علوم القرآن بما تحمله من تفاصيل وبما تتركه من آثار وبما يترتب على معرفتها من ثمار علمية وتفسيرية وفقهية وتاريخية واجتماعية وسياسية...