292عبد العزى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرة. . . وشهده رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فقال حين أرسله اللّٰه تعالى: لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار عبد اللّٰه بن جدعان ما أحبّ أن لي به حمر النعيم [النعم] ولو دعيت به في الإسلام لأجبت 1.
وروي في سيرة ابن هشام ما يشير الى هذا الحضور 2. وقد ظل هذا الحلف سارياً حتى في الإسلام على ما ورد في بعض الكتب.
روى ابن الأثير في الكامل أنه كان بين الحسين بن علي بن أبي طالب وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان منازعة في مال كان بينهما، والوليد يومئذ أمير على المدينة لعمّه معاوية، فتحامل الوليد لسلطانه فقال له الحسين: أقسم باللّٰه لتنصفني أو لآخذن سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول اللّٰه ثم لأدعون بحلف الفضول؛ فقال عبد اللّٰه بن الزبير وكان حاضراً: وأنا أحلف باللّٰه لو دعا به لأجبته حتى ينصف من حقه أو نموت؛ وبلغ المسور بن مخرمة الزهري فقال مثل ذلك؛ وبلغ عبد الرحمن بن عثمان بن عبد اللّٰه التيمي فقال مثل ذلك؛ فلما بلغ الوليد ذلك أنصف الحسين من نفسه حتى رضي 3.
وروي أيضاً أن الإمام الحسين عليه السلام دعى بهذا الحلف عند تشييع أخيه الحسن المجتبى عليه السلام وخروج بني أميّة وأحلافهم مع مروان، لمنعه من دفن أخيه بجوار جدّه المصطفى صلى الله عليه و آله، قال ابن عساكر في ترجمة الحسن عليه السلام في تاريخ دمشق: «فصاح حسين بحلف الفضول، فاجتمعت بنو هاشم وتيم وزهرة وأسد وبنو جعونة بن شعوب من بني ليث قد تلبّسوا السلاح. . .» 4.
وكان مما عندهم من جميل الصفات: الجوار وحسن الجوار، فإذا ما أجار شخص شخصاً، فإنّ المجير في هذه الحالة قد يكون مستعداً للتضحية بنفسه وأهله