287اُولئِكَ - وَاللّٰهِ - الأقلّونَ عَدَداً، وَالأعظَمونَ عِندَ اللّٰهِ قَدراً، يحفَظُ اللّٰه بهم حُجَجَه وَ بَيّناتِه، حَتّىٰ يُودِعُوها نُظَراءَهم وَ يزرَعُوها في قُلُوبِ أشباهِهِم، هجَمَ بِهِم العِلمُ على حَقيقَة البَصيرة، وَ باشَروا رُوْحَ اليقينِ، وَاستَلانوا مَا استَوعَرَه المُترَفُونَ، وَ أنِسُوا بِمَا استَوحَشَ مِنه الجاهلُونَ، وَ صَحِبُوا الدُّنيا بِأبْدانٍ أرواحُها مُعَلَّقَةٌ بِالمَحَلِّ الأعلىٰ، أُولئِكَ خُلَفاءُ اللّٰهِ في أرضِه، وَ الدُّعاة إلى دينِه، آهٍ آه شَوقاً إلى رُؤيتِهم 1.
المشهد الخامس: طلائع الأمل
فَلَبِثتُم بَعدَه ما شاءَ اللّٰه حَتّىٰ يطلِعَ اللّٰهُ لَكُم مَن يجمَعَكُم وَ يضُمَّ نَشرَكُم، فَلاتَطمَعُوا في غَير مُقبِلٍ، وَ لا تَيأسُوا مِن مُدبِرٍ، فَإنَّ المُدبِرَ عَسى أن تَزِلَّ بِهِ إحدى قائِمَتيهِ وَ تَثبُتَ الاُخرىٰ فَتَرجِعا حَتّى تَثبتا جَميعاً. ألا إنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله كَمَثلِ نُجُومِ السَّماءِ، إذا خوى نَجمٌ، طَلَعَ نَجمٌ، فَكَأنَّكُم قَد تَكامَلَتْ مِنَ اللّٰهِ فِيكُم الصّنائِعُ، وَ أراكُم ما كُنتُم تَأمُلونَ 2.
لَتَعطِفَنَّ الدُّنيا علينا بَعدَ شِماسِها عَطفَ الضَّروسِ على وَلَدِها، - وَ تَلا عَقيبَ ذلِكَ -: «وَ نُريدُ أن نَمُنَّ على الّذينَ استُضعِفُوا فِى الأرضِ وَ نَجعَلَهم أئِمَّة وَ نَجعَلَهمُ الوارِثينَ» 3.