25ولا أن تمكّنه من بعض الأشياء بعد عجز الغابرين خارج عن المعتاد.
بل العادة قاضية بسيرٍ في العلوم يقتضي اُموراً وأحداثاً لو كان الناس القدامى مكان المتأخرين لواكبوا ما واكبه المتأخرون من التقدم والوقوف على الجديد من الأحداث. إذن لا يعتني العقلاء في شؤونهم الدنيوية بهذه الاحتمالات كما تشهد بذلك سيرتهم في الأعصار السابقة على قبول المعاجز.
وليس هذا استدلالاً في المسائل العقلية بالإجماع التعبّدي ليكون مردوداً.
بل الغرض جعل الإجماع العقلائي منبّهاً على أمر قاطع. وهذا دليل شريف يأتي نحوه في كثير من المسائل العقائديّة فيما يتعلّق بالمبدأ والمعاد والرسالات وغيرها من المسائل العقلية.
مثلاً: لا يحتمل وجود حجر طبيعي يوجب أخذه الحياة الأبديّة مع إمكان الاستيلاء عليه بصورة طبيعيّة، وكذلك ما كان من هذا القبيل من الاحتمالات.
وهذا لا يعني - كما تقدم - توقف العلوم الطبيعية عن الازدهار والتقدّم وانحصارها بما سبق؛ ولذا ترى جهد العلماء في التطلع وجدّهم في التقدم.
الوجه الثاني: إن المعاجز صدرت على أيدي أشخاص عاديين في الاستعدادات الطبيعيّة والعلوم البشريّة وإن كانوا ممتازين في الصفات الإنسانية والخلق والقيم بل كانوا في العلوم الطبيعية دون المعتاد أحياناً. فترى أن نبي الإسلام - وهو أفضل أنبياء اللّٰه - كان اُمّياً حسب النصوص ولم ينقطعوا عن اُممهم زماناً يحتمل وقوفهم على العلوم الطبيعية بما يمكّنهم من الاُمور الخارقة.
الوجه الثالث: إن المعاجز تصدر على أيدي أصحابها بدون تكلّف، حتى التكلّف بمقدار لا بد منه في الأفعال الطبيعيّة فضلاً عمّا يتكلّفه الناس في الأفعال الغريبة والأشياء النادرة من سرعة الحركات التي لا بد منها أحياناً في السحر وما بحكمه من الأفعال الغريبة ومن التخفي على بعض الأعمال التي لامناص منها عادة في كثير من الأفعال غير المتعارفة؛
ولهذا كان الإعجاز في كل عصر مسانخاً للعلوم والفنون الرائجة في كل