165وعن أنس: كان صلى الله عليه و آله يدعو أصحابه بكناهم إكراماً لهم و استمالةً لقلوبهم، ويكنّي من لم يكن له كنية فكان يُدعى بما كنّاه به.
وعن أنس: كان لا يدعوه أحد من أصحابه و غيرهم إلا قال: لبيك.
وعن علي بن أبي طالب عليه السلام: كان ليسرّ الرجل من أصحاب إذا رآه مغموماً بالمداعبة، وكان صلى الله عليه و آله يقول: إن اللّٰه يبغض المعبِّس في وجه إخوانه.
وعن زيدبنثابت: كنّا إذا جلسناإليه صلى الله عليه و آله إنأخذنا فيحديث الآخرة أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الدنيا أخذ معنا، وإن أخذنا في ذكر الطعام والشرابِ أخَذَ معنا.
وسأل الإمام الحسين أباه الإمام علياً عليه السلام: كيف كانت سيرته صلى الله عليه و آله في جلسائه؟
كان صلى الله عليه و آله دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهى، فلا يؤيس منه ولا يخيب منه مؤمليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء والإكثار وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحداً ولا يعيّره، ولا يطلب عثراته ولا عورته، ولا يتكلم إلا فيما رجى ثوابه، إذا تكلّم أطرق جلساؤه كأن على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، من تكلّم أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أوّلهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه حتى أن كان أصحابه يستجلبونهم، ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام.
وعن أبي عبد اللّٰه عليه السلام قال: كان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يقسّم لحظاته بين أصحابه؛ فينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية، قال: ولم يبسط رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله رجليه بين أصحابه قط، وإن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يده من يده حتى يكون هو التارك، فلما فطنوا لذلك كان الرجل إذا صافحه مال بيده فنزعها من يده.
وفي المكارم قال:
كان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله إذا حدّث بحديث تبسّم في حديثه.