157من أبغض شيئاً أن ينظر إليه وأن يُذكرَ عنده» .
وقال عنه أيضاً:
«كان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يأكل على الأرض، ويجلس جِلسَة العبد، ويخصفُ بيدِهِ نَعله، ويرقّع ثوبَه، ويركبُ الحمارَ العاري، ويردفُ خلفه، ويكون الستر على بابه فيكون عليه التصاويرُ فيقول: يا فلانة! - لإحدى زوجاته - غيِّبيه عنّي، فإني إذا نَظَرْتُ إليه ذكرتُ الدنيا وزخارفها. .» .
هذا وقد كان له آداب تفرّد بها مع خالقه ومع نفسه ومع زوجاته ومع أصحابه وعامة الناس ومع النساء ومع الصبيان والضعفاء وخادمه ومناوئيه. . . تحدثت عنها وعن صفاته الكثير من الروايات، وهذه طاقة جميلة منها، وكل آدابه جميلة جليلة رائعة:
منطقه صلى الله عليه و آله
كان صلى الله عليه و آله متواصل الأحزان، دائم الفكر ليس له راحة، طويل الصمت لا يتكلّم في غير حاجة، يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه، يتكلّم بجوامع الكلم فصلاً لا فضول فيه ولا تقصير، دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم عنده النعمة وإن دقّت، لا يذم منها شيئاً غير أنه كان لا يذم ذواقاً ولا يمدحه، ولا تغضيه الدنيا وما كان لها، فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شي حتى ينتصر له، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجّب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها، فضرب راحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وانشاح، وإذا غضب غضّ طرفه، جلّ ضحكه التبسم، يفتر عن مثل حب الغمام.
قال الصدوق: إلى هنا رواية القاسم بن المنيع عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد، والباقي رواية عبد الرحمن إلى آخره: قال الحسن عليه السلام: فكتمتها الحسين عليه السلام زماناً ثم حدثته به فوجدته قد سبقني إليه فسألته عنه فوجدته قد سأل أباه عليه السلام عن مدخل النبي صلى الله عليه و آله ومخرجه ومجلسه وشكله فلم يدع منه شيئاً.