100وتوحيد آباء وأجداد النبيّ صلى الله عليه و آله إلا واحداً من تلك الكنوز التي يُمكن الحصول عليها من قِبل الفرق الإسلاميّة المختلفة، وقد كان، وما يزال، موضوع جدال بين تلك الفرق، وما فتئ البعض من المُغرضين يعتمد تلك البحوث والدراسات منشأ لإثارة الاختلافات والطعون.
وسنتطرق في بحثنا هذا، بصورة موجزة لكن دقيقة، إلى الموضوع المذكور، وسنقوم أولاً بالإشارة إلى النظريات المتعددة ذات العلاقة بموضوعنا، ثم نقوم ببيان النظرية التي استقرّ عليها رأي الموالين لآل البيت عليهم السلام وأنصارهم، مع بيان الأدلّة على تلك النظرية.
النظريات
أ نظرية الشيعة:
يعتقد الموالون لآل البيت عليهم السلام بأنّ أجداد الرسول صلى الله عليه و آله جميعهم كانوا مؤمنين، مُستندين في ذلك إلى ما استقوه من الأئمة الأطهار عليهم السلام. وقد تمكّن بعضهم من إظهار إيمانه علناً، فعُرفوا لدى المحيطين بهم بهذه الخصيصة، إلا أنّ بعضهم الآخر ظلّ يخفي إيمانه بالرّغم من رسوخ إيمانه هذا في السرّ، إذ يرجع السبب في ذلك إلى الفترة الحرجة التي كان يمرّ بها وتفضيلهم اتباع التقيّة في حينها.
فقد كتب المحدّث الكبير أبو جعفر علي بن الحسين بن بابويه المشهور بالصدوق رحمه الله والمتوفى في (381 ه) ، كتب بهذا الصدد يقول:
«في آباء النبي صلى الله عليه و آله، اعتقادنا فيهم أنهم مسلمون من آدم إلى أبيه عبداللّٰه» 1.
وأمّا الشيخ المفيد رحمه الله فيوضح ما قاله الصدوق، بقوله:
«آباء النبي صلى الله عليه و آله إلى آدم عليه السلام كانوا موحّدين على الإيمان باللّٰه حسب ما ذكره