9الخيمة قضيب ياقوتٍ أحمر ، فأضاء نوره وضوؤه جبال مكّة وما حولها . . فهو مواضعُ الحرم اليوم من كلّ ناحية من حيث بلغ ضوءُ العمود . . فجعله اللّٰه حرماً لحُرمة الخيمة والعمود؛ لأنّهما من الجنّة . .» 1.
أمن الحرم
لقد أحيا النبي إبراهيم عليه السلام ، وهو شيخ الأنبياء الإبراهيميين ، سنّةً وسيرةً ، إلا أنّ بعض أعماله وبعض مناجاته تعدّ من جوامع الكلم ، فطلبه صيرورة هذا المكان بلداً ، وأمناً مطلقاً ، ومجمعاً لثمار مختلفة من أقطار العالم ، والتنبؤ بصيرورة - مكانٍ غير ذي زرع أمَّ القرى . . من الكلمات الجامعة له عليه السلام ، تقع في صراط تأسيس نظام التوحيد ، ونشر الإيمان والعمل الصالح ، والقيام بتنمية شاملة للمعارف العقائدية ، والأخلاقية ، والاجتماعية ، والسياسية ، ذلك أنّها إذا كانت موضعاً لسكان أرضها الآمنة فحسب لم تكن - أبداً - أمّ القرى ، ذلك أنّ نواحيها ليست بالمكان الآمن ، فقطّاع الطرق في عمق الصحراء المحيطة سوف يقطعون أيّ نوعٍ من أنواع الارتباط ، مما سيمنع تردّد أبناء الأطراف المحيطة إليها ، كما لن تصل محاصيل أطرافها من القريب والبعيد إليها ، ولن تكون سوقاً رسمية .
يمكن للحرم الإلهي وأرض مكّة أن تحمل على عاتقها مسؤولية العالمية بل العولمة الصحيحة ، وذلك :
أولاً: توفّر جانب كونها أمّ القرى ، وتبعيّة نواحيها لها ، ورغبة الناس وشوقهم للمجيء إليها .
ثانياً: إنها مركز التوحيد ، أي أنّها تستوعب بين جنباتها الكعبة ، وهي القبلة والمطاف أيضاً .
ثالثاً: وصول نداء باني الكعبة ، نبينا إبراهيم عليه السلام الذي بناها بأمرٍ من اللّٰه تعالى ،