188ولم يكن من حائل برّي يعوق اتصال منطقة مكة بإيران في الشمال الشرقي ، أو بالشام في الشمال الغربي ، فصحراء النفود تتدرج إلى الشمال في رفق وسهولة ، كما أن الطريق الساحلي إلى اليمن سهل ومنبسط إلى حد كبير .
وكانت أهم الطرق التجارية التى سلكتها القوافل في شبه الجزيرة وتمرّ بمكة هي :
1 - الطريق الممتد على طول خط الاستقرار الموازي لجبال السراة بين اليمن والشام ، ويمر هذا الطريق بكل من نجران - الطائف - مكة - المدينة - مدائن صالح - تبوك ، ثم إلى الشام .
2 - طريق يمتد من مكة نحو الشمال الشرقي متابعاً موارد المياه في وادي الرمة إلى رأس الخليج الفارسي 1.
ولهذا كان لموقع مكة أهمية تجارية كبرى بين مناطق الاستقرار المحيطة:
فارس والروم شمالاً ، واليمن وما وراءها من أرض الحبشة جنوباً 2وكانت المنطقة حلقة اتصال بين الحضارات الشمالية والجنوبية ، ولم تكن في عزلة جغرافية كالتي عاشت فيها كثير من مناطق الاستقرار الكبرى في آسيا الموسمية .
وجاءت شبكة الطرق والمواصلات المدنيّة مؤكدةً لهذا المعنى ، فمن أهم الطرق البرية بالمملكة العربية السعودية طريقان ، كلاهما يمر بمكة المكرمة :
1 - طريق الدمام - جدة : طوله 1500 كم ، ماراً بالرياض - الطائف - مكة .
وهو في مقدمة الطرق الرئيسية بالمملكة ، سواء من ناحية الهيكل العام أو من الناحية الوظيفية . وأهمية هذا الطريق تعود إلى أنه يربط بين منطقة الخليج الفارسي وموانئ البحر الأحمر ، هذا بالإضافة إلى أنه يربط المناطق الثلاث بالمملكة الشرقية والوسطى والغربية بعضها البعض .