187التي غطّتها إرسابات رملية وطينية جرفتها الأودية إلى الساحل .
وسهل تهامة ضيّق في معظمه لاقتراب الجبال من البحر ، ولكنه يأخذ شكلاً حوضياً وسهلياً ، ويتوغل نحو الداخل لأكثر من 70 كيلو متراً في منطقة مكة ليدخلها في نطاقه .
وبذلك أصبحت مكة بساحلها على البحر الأحمر بوابةً لوسط شبه الجزيرة ومدخلاً طبيعياً إليه ، هذا بالإضافة إلى أن مكة في موضع تصل المسافة فيه بين الخليج الفارسي والبحر الأحمر إلى أدناها . وكان لهذا الموقع أهمية كبرى لحياة قريش التجارية ، فاستطاعت أن تتصل بسهولة بداخل شبه الجزيرة من ناحية ، وبموانئ ساحل الخليج الفارسي من ناحية أخرى . ولقد زاد من أهمية هذا الاتصال ما كانت تعانيه مكة ومدن الحجاز الأخرى من عدم قدرتها على إعالة سكانها أو الوافدين إليها للحج والتجارة ، ولكنها بفضل موقعها أمكنها الحصول على كميات إضافية من الطعام مقابل الخدمات التي تقدمها للقوافل المارة .