16
ساحة أمن ولاية المعصومين عليهم السلام
استناداً إلى بعض الروايات ، ومع الأخذ بعين الاعتبار ما تقدّم عند الحديث عن قوله تعالى: «وَ مَنْ دَخَلَهُ كٰانَ آمِناً» 1، فإن كل داخلٍ في الاعتقاد بالامامة والالتزام بالولاية هو في أمنٍ وأمان ، وطبقاً لهذا النمط من الروايات لايراد الإطلاق من الآية الشريفة المشار إليها ، ذلك أنّه من الممكن أن ينفذ الكفّار والملحدون وأصحاب العقائد الباطلة إلى داخل الكعبة ، والحال أنّهم ليسوا في أمان .
وعليه ، فالمراد - كما يقول الإمام الصادق عليه السلام - :«من دخله - وهو عارف بحقّنا كما هو عارف له - خرج من ذنوبه وكفي همّ الدنيا والآخرة» 2.
وفي روايةٍ أخرى للإمام الصادق عليه السلام وضمن مناظرةٍ جرت بينه وبين أبي حنيفة جاء فيها:«. . فأخبرني عن قول اللّٰه عزّ وجلّ: «سِيرُوا فِيهٰا لَيٰالِيَ وَ أَيّٰاماً آمِنِينَ » 3، أين ذلك من الأرض؟ قال: أحسبه ما بين مكّة والمدينة ، فالتفت أبو عبداللّٰه إلى أصحابه فقال: تعلمون أن الناس يقطع عليهم بين المدينة ومكّة ، فتؤخذ أموالهم ولا يأمنون على أنفسهم ويقتلون؟ قالوا: نعم ، قال: فسكت أبوحنيفة ، فقال: يا أباحنيفة! أخبرني عن قول اللّٰه عزّ وجلّ: «وَ مَنْ دَخَلَهُ كٰانَ آمِناً» أين ذلك من الأرض؟ قال: الكعبة . . . فقال أبوبكر الحضرمي: جعلت فداك الجواب في المسألتين الأولتين؟ فقال: يا أبابكر!«سِيرُوا فِيهٰا لَيٰالِيَ وَ أَيّٰاماً آمِنِينَ»مع قائمنا أهل البيت ، وأمّا قوله تعالى: «وَ مَنْ دَخَلَهُ كٰانَ آمِناً» فمن بايعه ودخل معه ، ومسح على يده ، ودخل في عقد أصحابه ، كان آمناً» 4.
نعم ، المراد هنا الأمن المطلق: التشريعي ، والتكويني .