159
محطات مختلفة
ثم خرجنا قاصدين القاع ، فوصلناه قبل الغروب بنصف ساعة تقريباً ، وهو منزل لا ماء فيه . وخرجنا منه آخر الليل فوصلنا ذات حِج ، قبيل المغرب ، وهي بكسر الحاء المهملة بعدها جيم ، وفيها قلعة جيدة وفيها بعض العسكر ، جدّد بناؤها زمن السلطان عبد المجيد ، وفيها عيون ماؤها غزير على عمق ذراعين عن وجه الأرض ، ماؤها لا بأس به ؛ وفيها بعض نخيلات ، وتكثر فيها العقارب ، أرضها صلبة لا تنزل فيها الأوتاد ، وقد شدّوا أطناب الخيام فيها بالحجارة ، وسكك الحديد .
وخرجنا منها عند الفجر إلى المدورة ، فوصلناها الساعة الثامنة من النهار ، وفيها قلعة محكمة ، وفي وسطها عين ماؤها عذب جداً ، تجري إلى برك ثلاث كبار أعدت للحاج .
وخرجنا منها آخر الليل إلى منزل ليس فيه ماء يسمى : تحت العقبة ، فوصلناه بعد العصر ، وخرجنا منه آخر الليل إلى منزل يسمى فوق العقبة ، ومنه إلى معان ، وهي بلدة معمورة ، فيها قائم مقام ، وهي تابعة لحكومة سوريا ، فيها دار للحكومة وجامع قديم محكم البناء ، وفيها ماء جار ، ومزارع وبساتين فيها أنواع الفواكه ، ورمّانها مشهور .
وسرنا منها إلى عَنَزَة ، ويكثر فيها العجاج والغبار ، من الرياح العاصفة التي تسفي الرمول .
المحطة الأخيرة
وسرنا منها إلى القطرانة ، وهي بنواحي مؤتة التي فيها قبر جعفر الطيار عليه السلام ومن استشهد معه من الصحابة ، وكانت السكة الحديدية الحجازية وصلت إليها ، ومنها ركبنا القطار الحديدي إلى دمشق بعدما تأخرنا فيها عدة أيام ، لعدم تيسّر قطار سوى القطارات المكشوفة وامتناعنا عن الركوب فيها .