149فقتلوه ؛ كما وقع ذلك لبعض الحجاج الذين لا يعرفون العربية ، وطول الليل يتصارخون ، فيصيح أحدهم«كركون»فيجيبه الذي يليه«حازرون»، وهكذا دوراً حتى تنتهي النوبة إلى الأول ، فلا يزال هذا دأبهم طول الليل .
وفي الأعيان ذكر السيد رحمه اللّٰه هؤلاء الحرس المرافقين للحاج فقال عنهم:
و الجمال قطاران تحيط بهما العساكر السلطانية يميناً و شمالاً ، ففي أحد الجانبين عسكر شاهاني على بغال ، و في الجانب الآخر«جندرمة»على خيل ذكور؛ و بين كل واحد و آخر مرمى حجر ، و أمام الكل قائد معه مدفع على جمل ؛ فإذا وصل الحاج إلى المنزل أقام قسم من هذا العسكر بالتناوب حول الحاج ببنادقهم و بين الواحد و الآخر مرمى حجر فيصيح الأول«كركون»فيجيبه الآخر«حازرون»و يصيح للذي بجانبه كركون فيجيبه حازرون حتى ينتهي الدور و يبدأ غيره فلا يزالون كذلك إلى الصبح 1.
قال رحمه اللّٰه : وفي ساقة الحاج عسكر من عرب عقيل ، موظفون من طرف الحكومة لحمل الضعيف والمنقطع به ؛ لكنّهم لا يفعلون ذلك إن لم يسلبوه .
النظام في القافلة الشاميّة
وجاء السيد رحمه اللّٰه على ذكر النظام المتّبع في مسير قافلة الحج الشاميّة ، فقال : وكان للحاج الشامي من الترتيب والنظام ما يوجب راحة الحجاج ؛ من ذلك أنّ السير يكون بقطارين أحدهما إلى اليمين والآخر إلى اليسار . والحاج قوافل متعددة ، ولكل واحدة رئيس ، يسمى«مقوماً»، ويسميه العجم وأهل العراق «حملدار»، فيسير كل رئيس بقافلته ، ميمنة وميسرة ، هذا أولاً وذاك بعده ، وهكذا في كل يوم ، وجمال كل قافلة لا يتغيّر مكانها ، فمن كان بعيره أولاً في أول يوم بقي كذلك إلى آخر يوم ، ومن كان في الميمنة ، لا يتحول إلى الميسرة ، وبالعكس .