145بين مكّة ومنى ، والوارد استقبالها في الرمي ، أيرميها من قبل وجهها لا رميها من أعلاها ، بحيث يصعد في الجبل ويرميها من فوقها ، وسميت جمرة العقبة لوجود عقبة هناك ليست بعالية ، فإن الطريق من مكّة إلى منى يأخذ في علوّ يسير ، لا يدرك حتى يصل إلى قريب منى ، فهناك ترى عقبة يسيرة ، تصعدها فتصل إلى منى ؛ وهي سهل فسيح تكتنفه جبال شاهقة من الجنوب والشمال ، وكذلك عرفات ، وأكثر بلاد الحجاز طرقها في سهول تكتنفها جبال .
بئر زمزم
ولم يكن بمكة قديماً غير ماء بئر زمزم ، التي هي قرب الكعبة المشرّفة ، وماؤها لا يخلو من مجوجة يسيرة ، وكان الحجّاج يحملون الماء معهم من مكّة إلى منى وعرفات عند خروجهم إليها يوم الثامن من ذي الحجّة ، ولذلك سمّي يوم التروية .
العودة إلى مكّة
وبعد أن رمينا جمرة العقبة يوم العيد حلقنا ، وفي اليوم الثاني رجعنا إلى مكّة ، وطفنا طواف الحج ، وسعينا بين الصفا والمروة ، وطفنا طواف النساء ، وصلّينا صلاة الطوافين ، وذلك لأنّ المستحب الرجوع إلى مكّة يوم العيد بعد الرمي والحلق ، لأجل طواف الحج ، الذي يسمى طواف الزيارة ، أيزيارة البيت ، ولأجل السعي وطواف النساء . . . فإن لم يتمكّن من الرجوع إلى مكة يوم العيد ففي الذي بعده ، وحيث لم يمكننا الذهاب يوم العيد ذهبنا في الحادي عشر ، ثم عدنا إلى منى فبتنا بها ...
الزينة بمنى
يبدو من خلال ما ذكره سيدنا المقدّس رحمه اللّٰه أنّ هناك طقوساً كانت تجري للاحتفال بالعيد في منى ، ونقل أعلى اللّٰه درجاته بعض ما كان يجري بقوله : وفي