115
زواجها:
وقع اختلاف بينها وأختها سلمى ، حيث قيل: إن أسماء بنت عميس كانت قبل الإسلام تحت حمزة بن عبد المطلب ابن عمّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ، أنجبت له ابنة «أمة اللّٰه»، ثم من بعده كانت تحت شداد بن الهادي الليثي ، وأنجبت له«عبداللّٰه وعبد الرحمن»ولكن ردّت هذه الدعوى بأنّ المرأة التي كانت تحت حمزة وشداد هي سلمى بنت عميس أختها ، وليس أسماء .
والشيء المتيقن أنها تزوجت ابن عمّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ، جعفر الطيار بن أبيطالب رضى الله عنه ، والذي كان شبيهاً به صلى الله عليه و آله ، فقد كان صلى الله عليه و آله يقول لجعفر:«أنت أشبه الناس بخلقي وخلقي» 1.
فكان ذلك يسرّ أسماء ، ويسعدها عندما ترى زوجها شبيهاً بأحسن الخلق وأفضلهم وأحبهم إليها ، فكان يحرّك فيها مشاعر الشوق لرؤية النبي الكريم صلى الله عليه و آله . .
وقد أسلمت مع زوجها جعفر - الذي ظلّ طيلة حياته معها يبادلها المحبة والوفاء والرفقة الصالحة حتى في مسيرتهما الإيمانية - في وقت واحد ومبكر من عمر الدعوة، حتى يقال: إن إسلامهما كان قبل دخول رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله دار الأرقم بمكة .
أسماء في بلاد الهجرة الأولى:
ما إن قرّر زعماء ومشركو قريش معاقبة المؤمنين ، حتى أذن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة ، فكانت أسماء وبرفقة زوجها جعفر ، وبعد فترة قليلة من زواجهما ، واحدةً ممن شدّ الرحال هجرةً في سبيل اللّٰه تعالى ، و تنفيذاً لطلب الرسول صلى الله عليه و آله ، و فراراً بدينهم وأنفسهم ، فوثقت هجرتهما الحياة بينهما ، وملأت عليهما أجواء إيمانية ، جعلت منهما نعم الزوجين ، المؤمنين ،