99ثم استدل ابن كثير لما ذهب إليه بجملة من النصوص تعرضنا لها ضمن الأدلة؛ ثم قال: فهذه الآثار متعاضدة علىٰ ما ذكرناه واللّٰه أعلم.
وقال ابن كثير في بيان وجه تأخير عمر للمقام : وقد كان المقام ملتصقاً بجدار البيت حتى أخّره عمر بن الخطاب في أمارته إلى ناحية الشرق بحيث يتمكن الطوّاف منه ولا يشوّشون على المصلّين عنده بعد الطواف؛ لأن اللّٰه قد أمرنا بالصلاة عنده 1 .
وممن ذهب إلى كون المقام ملصقاً بالبيت في عهد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وأن عمر هو الذي أبدع في تحويله، ابن حجر في فتح الباري؛ قال :
وكان المقام من عهد إبراهيم لزق البيت إلى أن أخّره عمر عنه إلى المكان الذي هو فيه الآن؛ أخرجه عبد الرزّاق في مصنّفه بسند صحيح عن عطاء وغيره وعن مجاهد أيضاً .
وأخرج البيهقي عن عائشة مثله بسند قويّ؛ ثم ذكر الخبر ثم قال : وأخرج ابن مردويه بسند ضعيف عن مجاهد : أن النبي صلى الله عليه و آله هو الذي حوّله . والأوّل أصح .
وقد أخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح عن ابن عيينة قال : كان المقام في سقع البيت في عهد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فحوّله عمر، فجاء سيل فذهب به فردّه عمر إليه . قال سفيان : لا أدري أكان لاصقاً بالبيت أم لا؟
ثم قال ابن حجر : ولم تنكر الصحابة فعل عمر ولا من جاء بعدهم؛ فصار إجماعاً . وكان عمر رأى أن إبقاءه يلزم منه التضييق على الطائفين أو على المصلّين فوضعه في مكان يرتفع به الحرج وتهيّأ له ذلك لأنّه الذي كان أشار باتخاذه مصلّى؛ وأوّل من عمل عليه المقصورة الموجودة الآن 2 .