100وممن صرح بتحويل عمر للمقام ابن سعد في الطبقات الكبرىٰ في ترجمة عمر على ما حكي قال : وهو أخّر المقام إلى موضعه اليوم وكان ملصقاً بالبيت 1.
وقال السيوطي في ترجمة عمر بن الخطّاب على ما حكي : هو الذي أخّر مقام إبراهيم إلى موضعه اليوم وكان ملصقاً بالبيت 2 .
ومثله ذكر الدميري في محكي حياة الحيوان 3 .
وقال الكردي في التاريخ القويم بعد سرد الأقوال في موضع مقام إبراهيم: رأينا أن نأتي هنا بأرجح الأقوال على رأينا ومانميل إليه فنقول - وباللّٰه العون والتوفيق - :
«إذا لاحظت ما تقدّم عن حد المسجد الحرام قديماً، وأن مكان البيت كان ربوة مرتفعة عن الأرض ذات الرمال والحصى، وأن إبراهيم عليه السلام ما بنى الكعبة بالطين ولابالجص وإنما رضمها رضماً ولم يسقفها، وتصورت أن أهل الجاهلية كانوا يجلسون في ظل الكعبة ويقعدون حولها يتذاكرون شؤونهم العامة، وأنه لم يكن حينئذ للمسجد الحرام على صغره سور ولاحائط حتى بنى عمر بن الخطاب جداراً قصيراً بعد أن زاد فيه ووسعه.
ظهر لك أن أرجح الأقوال المتقدمة وأقربها إلى الصواب هو ما رواه البيهقي في سننه من أن المقام كان في زمن النبي صلى الله عليه و آله وزمن أبي بكر ملصقاً بالبيت حتى أخّره عمر بن الخطاب وما ذكره أيضاً ابن حجر العسقلاني في فتح الباري بأن المقام كان في عهد إبراهيم عليه السلام لزق البيت إلى أن أخره عمر إلى المكان الذي هو فيه الآن، وما قاله أيضاً ابن كثير في تفسيره بأن المقام كان ملصقاً بجدار الكعبة قديماً ومكانه معروف اليوم إلى جانب الباب مما يلي الحجر، وكان الخليل عليه السلام لما فرغ من بناء البيت وضعه إلى جدار الكعبة أو أنه انتهى عنده البناء فتركه هناك، وأنه أخره عن جدار الكعبة عمر بن الخطاب... الخ. وتابع الكردي قائلاً: وهو