53و «وُضِعَ لِلنّٰاسِ » إشارة إلى مطلق الإنسان من حيث العموم وتكليف الكلّ بالتوجه إليه ، وإلى أشرف الناس منهم الذين هم الأنبياء والرسل والأولياء والأوصياء والعارفين من أمة كل نبي على الخصوص .
و «بِبَكَّةَ مُبٰارَكاً» إشارة إلى الفلك الثامن الذي هو مظهرها المعبر عنه بالكرسي ، «مُبٰارَكاً» إلى البركات التي هي حواليها من المعارف والحقايق النازلة منها إلى ما دونها من المخلوقات والموجودات .
و «وَ هُدىً لِلْعٰالَمِينَ » إشارة إلى فيضانه وتجلياته لجميع العالمين ، فإن فيضان 1 جميع العالمين من جنابه القدسي وحضرته العليا ، والمراد بالفيضان إما الوحي وإما الكشف وإما الإلهام ، فإن حصول 2 العلوم والفيض من اللّٰه غير هذه الوجوه الثلاث [ الثلاثة] مستحيل .
و «فِيهِ آيٰاتٌ بَيِّنٰاتٌ » إشارة إلى مشاهدة آيات الملكوت والجبروت بواسطتها ، فإنها محل تفصيل المعلومات والموجودات ، كما أن العقل الأول محلّ تجميل المعلومات والموجودات .
و «مَقٰامُ إِبْرٰاهِيمَ » إشارة إلى وصول السالك بواسطتها إلى مقام التوحيد الجمعي الحقيقي الإبراهيمي الذي لم يكن منشأه في عالم الشهادة إلا منه ، ولهذا أمر نبينا صلى الله عليه و آله بمتابعته في قوله تعالى : «إِنَّ أَوْلَى النّٰاسِ بِإِبْرٰاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هٰذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللّٰهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ » 3 ولقوله : «وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقٰامِ إِبْرٰاهِيمَ مُصَلًّى» 4 .
ولولا خصوصية إبراهيم عليه السلام بهذا المقام ما قال تعالى في حقه : «وَ كَذٰلِكَ نُرِي