29من البليّات ، وأصناف من المجاهدات ، لا يمكن شرحها إلا بمجلّدات .
ومع ذلك كان (في) أكثر الحالات جارياً على لساني قول اللّٰه جلّ ذكره :
«وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهٰاجِراً إِلَى اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّٰهِ وَ كٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِيماً» 1 ، وقول العارف المشتاق مثلي وهو قوله : تركت الخلق طراً في رضاكا
وعلى الجملة (مازال هكذا شأني) ، حتى وصلت إلى مكة وحججت وجوباً ، وقمت بالفرائض والنوافل ، من المناسك وغيرها ، سنة إحدى وخمسين و سبع مائة من الهجرة . وأردت المجاورة بها ، فحصل لي شوق إلى المجاورة بالمدينة؛ فإنّي ما كنت زرت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ولا أولاده وأصحابه .
فتوجهتُ إلى المدينة وزرت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وعزمت على المجاورة ، فحصل ليأيضاً مانع من الموانع ، أعظمها المرض الصوري ، بحيث وجب الرجوع إلى العراق ، والمكان المألوف الذي هو المشهد الغروي المقدس سلام اللّٰه على مشرّفه .
فرجعت بالسلامة إليه ، وسكنت فيه ، مشتغلاً بالرياضة والخلوة والطاعة والعبادة ، التي لا يمكن (أن يكون) أبلغ منها ، ولا أعظم ؛ ففاض على قلبي من اللّٰه تعالى ، و(من) حضراته الغيبية ، في هذه المدّة . . .» 2 .