28720 للهجرة ، والحقبة الممتدة من هذا التاريخ حتى سنة 751 ، أيما يزيد قليلاً على ثلاثين عاماً ، يمكن تسميتها بالدور الفارسي الأول لنشأته الزمنية ، خلال هذه الفترة المحدّدة أتمّ تكوينه الفكري وثقافته الإسلامية في المراكز العلمية الفارسية ، ولاسيّما بإصبهان ، إحدى عواصم الفكر الإسلامي الخالد ، على مرّ الأجيال .
وفي هذه الفترة أيضاً - و بتعبير أكثر دقة في مستهل شبابه المتفتح - مارَس بعض الوظائف الاجتماعية المرموقة ، وهي - على حد قوله - تصدر الرياسة و الوزارة ، ومن المحتمل أن يكون هذا في حدود 740 - 751 للهجرة .
وأما بعد هذا العام (751) فقد ترك السيد المؤلف الوزارة والرياسة و . . . كما يحدّثنا عن نفسه بنفسه :
«إن اللّٰه تعالى لمّا أمرني بترك ما سواه ، والتوجه إليه حقّ التوجه ، ألهمني بطلب (كذا) مقام و منزل أسكن فيه ، وأتوجه إلى عبادته و طاعته ، بموجب أمره وإشارته (مكان) لايكون أعلى منه ، ولاأشرف في هذا العالم .
فتوجّهت إلى مكة شرّفها اللّٰه تعالى - بعد ترك الوزارة والرياسة و المال والجاه والوالد والوالدة ، وجميع الأقارب والإخوان والأصحاب - وخرجت من بلدي الذي هو الآمل والطبرستان من طرف خراسان .
وكنت وزيراً للملك الذي (هو) بهذا البلد ، وكان من أعظم ملوك الفرس؛ لأنّه كان من أعظم أولاد كسرى ، وكان اسمه الملك السعيد فخر الدولة بن الملك المرحوم شاه كتخدا - (طيّب) اللّٰه ثراهما و جعل الجنّة مثواهما - وكان عمري في هذه الحالة ثلاثين سنة .
وقد جرى عليّ إلى حين الوصول إلى مكّة ، في هذه الصورة أنواع