257
خطبه :
عثرنا له على خطبة واحدة، نذكر منها موضع الحاجة لطولها ، قال : الحمدللّٰه الذي هداني لدينه بعد جحودي له، وأنا مذّكٍ لنار الكفر ، أهلّ لها نصيباً، وأثبت لها رزقاً ، حتى ألقى الله عزوجل في قلبي حب تهامة ، فخرجت جائعاً ظمآناً قد طردني قومي، وأخرجت من مالي ولاتحملني حمولة ، ولامتاع يجهزني ولا مال يقوتني ، وكان من شأني ما قد كان ، حتى أتيت محمداً صلى الله عليه و آله ، فعرفت من العرفان ما كنت أعلمه ، و رأيت من العلامة ما أخبرت بها ، فأنقذني من النار ، فثبت على المعرفة التي دخلت بها الإسلام .
ألا أيها الناس اسمعوا من حديثي ثم انقلوه عني ، فقد اتيت العلم كثيراً ، ولو أخبرتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة: إنه لمجنون ، وقالت طائفة اخرى: اللهم اغفر لقاتل سلمان .
ألا إن لكم منايا تتبعها بلايا ، وإن عند علي عليه السلام علم المنايا وعلم الوصايا، وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران ، ولكنكم أصبتم سنة الأولين 1وأخطأتم سبيلكم ، والذي نفس سلمان بيده لتركبن طبقا عن طبق ، سنة بني إسرائيل ، القذة بالقذة .
أما و الله لو و ليتموها عليا لأكلتم من فوقكم و من تحت أرجلكم ، فأبشروا بالبلاء، واقنطوا من الرخاء، ونابذتكم على سواء ، وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء .
أما واللّٰه لو أني أدفع ضيماً أو أعزللّٰه ديناً لوضعت سيفي على عاتقي، ثم لضربت قدماً قدماً .
إلى أن يقول : فإذا رأيتم أيها الناس الفتن كقطع الليل المظلم يهلك فيها الراكب الموضع والخطيب المصقع ، والرأس المتبوع، فعليكم بآل محمد ، فإنهم القادة إلى