127صلى وراءه حين وضع؛ فكلمة حين وضع في رواية عبدالرّزاق هو الّذي غيرها راوي النقل المتقدم، وهو سليم بن مسلم الذي روىٰ عنه الأزرقي؛ وهذا الراوي قدحوا فيه بأنه غير مأمون لا على عقيدته ولا على الحديث؛ وعدوه واهياً متروك الحديث؛ بل قيل : لا يساوي حديثه شيئاً 1 .
وثانياً : إن هذه الرواية لو تمت سنداً ومتناً فهي معارضة بالروايات المنافية لها، وهي أصح سنداً وأوضح متناً ودلالة وأقوىٰ مضموناً .
الثامن : رواية الأزرقي بسنده عن ابن جريج يشير إلى الموضع الملاصق للبيت وأنه الذي صلّى فيه النبي صلى الله عليه و آله ، وأنه الموضع الذي جعل فيه المقام حين ذهب به سيل امّ نهشل إلى أن قدم عمر فردّه إلى موضعه الذي كان فيه في الجاهليّة وفي عهد النبي صلى الله عليه و آله وأبي بكر وبعض خلافة عمر إلى أن ذهب به السيل 2 .
أقول : يرد عليه - مع الغض عن سنده ومعارضته - أن ظاهره أن النبي صلى الله عليه و آله صلى بجنب الكعبة وكان المقام غير موجود هناك وإنما كان متأخّراً عنه وفي موضعه الفعلي؛ وهذا القول غريب لم يعهد من أحد .
- يتبع -