11820- وفي رواية رواها ابن كثير عن ابن مردويه أنه روى من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عبّاس في قوله تعالى : «إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمٰانٰاتِ إِلىٰ أَهْلِهٰا» 1، إن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله لما فتح مكّة وأخذ من عثمان بن أبي طلحة مفتاح الكعبة وفتح بابها وغمس بالماء التماثيل التي كانت فيها، أخرج مقام إبراهيم وكان في الكعبة فألزقه في حائط الكعبة ثم قال : يا أيها الناس هذه القبلة 2 .
وكيف كان : فهذه الروايات والآثار المروية في كتب السنّة تدلّ على :
أوّلاً : أن المقام كان في عهد الخليل إبراهيم عليه السلام بلصق الكعبة؛
وهذا موافق لروايات الشيعة .
ثانياً : أن المقام في عهد النبي صلى الله عليه و آله إلى وفاته وبعده مدة خلافة أبيبكر وشطر من خلافة عمر كان بلصق الكعبة، وأن عمر هو الّذي حوّل المقام إلى موضعه الفعلي؛
وهذا أيضاً موافق لروايات الشيعة .
وهناك نقطة ثالثة تختلف فيها روايات الشيعة مع روايات أهل السنّة وهي : إن المقام في العهد الجاهلي كان في موضعه الفعلي وأن النبي صلى الله عليه و آله هو الّذي ردّ المقام إلى جنب البيت ولصقه حتى كان فعل عمر مخالفاً لفعل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وهذا ما تضمنته روايات الشيعة.
أو أن المقام في العهد الجاهلي أيضاً كان في موضعه الأصلي الملاصق للبيت واستمر الأمر عليه إلى نهاية حياة النبي صلى الله عليه و آله وبعده إلى زمان خلافة عمر حتّى كان عمر هو الّذي حوّل المقام إلى موضعه الفعلي فكان فعل عمر مخالفاً لما كان المقام عليه في حياة رسول اللّٰه لا مخالفة لفعل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ، وهذا ما تضمنته روايات أهل السنّة .
وفي رسالة للمعلمي عثرت عليها بعد تصنيف الرسالة استدل فيها لكون الموضع الفعلي للمقام مغايراً لموضعه في عهد النبي صلى الله عليه و آله بوجوه من النقل تقدم منا