63المكلّفين من العلماء ، فضلاً عن الأعوام ، الاهتداء إلى معرفة الحقيقة ، وإلّا لزم بطلان عبادة أكثر العلماء وجميع الأعوام 1 .
ويلاحظ عليه : أنّه لو كانت حقيقة الإحرام هو ما ذكره ، لوجب تحصيل تلك الحالة عند الإحرام ، لأن الأمر بالإحرام أمر به بماله من الواقعية ، مع أنّه اعترف بأن العلماء - فضلاً عن العوام - لا يهتدون إلى تلك الحقيقة حتّى يحصّلونها ، فأي فائدة في جعل شيء موضوعاً للحكم مع عدم اهتداء أغلب المكلفين إليه؟!
ويرد عليه مثل ذلك في تعريف حقيقة الصوم .
6 . الإحرام هو قصد الدخول في العمرة أو الحجّ لا غير
الظاهر - من معاجم اللغة - أن الإحرام عبارة عن قصد الدخول في أعمال العمرة والحج لا غير ، وإنما أطلق عليه الإحرام ، لكون المدخول «حرمات اللّٰه» ، وتبيين ذلك رهن بيان أمرين :
1 . الحرمة لغة ، ما لا يجوز انتهاكه ووجبت رعايته ، قال سبحانه بعد ذكر مناسك الحجّ : [ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَ لْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ * ذٰلِكَ وَ مَنْ يُعَظِّمْ حُرُمٰاتِ اللّٰهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ] 2 .
لا يتحقّق الدخول في العمرة أو الحجّ إلّا عن طريق خاصّ ، وهو التلبية ، فكأنّها مفتاح الدخول في هذا العمل الذي هو من حرمات اللّٰه سبحانه .
قال الطبرسي : [ثُمَّ لْيَقْضُوا] أي يزيلوا شعث الإحرام من تقليم ظفر وأخذ شعر ، و [وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ] بإنجاز ما نذروا من أعمال البر في أيّام الحج ، [وَ لْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ] والبيت العتيق هو الكعبة ، [وَ مَنْ يُعَظِّمْ