31وأما قراءة الفتح في الثلاثة فهي المشهورة ، ولكن الخلاف دبّ بينهم حول كون هذه الفتحة في الثلاثة هل هي فتحة إعراب أو فتحة بناء؟
وفيه قولان ، والقول الثاني هو للجمهور .
وفي حالة البناء ، فإن المجموع من لا ومن اسمها في موضع رفع بالابتداء ، والخبر هو (في الحج) .
وإن كانت عاملة في الاسم النصب لأنها أجريت مجرى (إن) في نصب الاسم ورفع الخبر فتكون جملة (في الحج) خبر (لا) .
الأول قول سيبويه ، والثاني قول الأخفش .
وهنا الأمر لا يخلو من إضافة وهي :
إذا أخذ بما ذهب إليه سيبويه من كون (لا) وما بني معها في موضع المبتدأ فإن (في الحج) يكون خبراً عن الجميع؛ إذ ليس فيه إلّا عطف مبتدأ على مبتدأ .
أما إذا أخذ بمذهب الأخفش فلا يجوز أن يكون (في الحج) إلا خبراً للمبتدأين أو خبراً ل (لا) فقط ، ولا يجوز أن يكون خبراً للكل؛ والسبب هو اختلاف الطالب لأن المبتدأ يطلبه خبراً له ولا يطلبه خبراً لها .
وإنما أشير إلى كل هذا لأبيّن وأنبه على ما في هذا المقطع من فوائد يمكن الحصول عليها والاستزادة منها في مصادرها 1 .
اللغة :
وقبل أن نتعرض إلى تفسير هذا المقطع وما ورد فيه من روايات و أقوال علماء الفريقين ، أرى من الضروري أن نعرف المعاني اللغوية لهذه المفردات الواردة في الآية :
فرض لغة : فرض الشيء وفرض فيه فرضاً : حز فيه حزاً . وفرض العود