27في الحج أمر فوق الاجتناب . . . 1 .
وكل هذا سنراه فيما يلي من حديثنا عن هذين المقطعين من الآية الكريمة :
[فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ] .
الإعراب :
فمن : الفاء وهي العاطفة الفصيحة ، وقد اختلف الكلام بينهم في سبب تسميتها بالفصيحة :
بعض قال : لأنها تأتي بمثابة إجابة بالتفصيل لمن استوضح عن المجمل .
وبعض آخر قال : لأن المعطوف عليه يحذف فيها مع كونه سبباً للمعطوف من غير تقدير حرف الشرط .
وثالث قال : لأنها تفصح عن المحذوف وتفيد بيان سببيته .
ورابع قال : لأنها دخلت على جملة مسببة عن جملة غير مذكورة نحو قوله تعالى : [فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصٰاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتٰا عَشْرَةَ عَيْناً . . .] 2 ، أي ضرب فانفجرت .
ونحو قوله تعالى : [لَوْ أَنَّ عِنْدَنٰا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ لَكُنّٰا عِبٰادَ اللّٰهِ الْمُخْلَصِينَ فَكَفَرُوا بِهِ ] والتقدير فجاءهم رسول اللّٰه محمد فكفروا به .
ومثله قول أبي تمام :
قالوا خراسان أقصى ما يراد بنا
ثم القفول فقد جئنا خراساناً
هذا بالنسبة للفاء .
أما فيما يتعلق بمن ، فقد قالوا : يجوز فيها وجهان :