262ص369 - 477 ، مع حذف العناوين الفرعية . 
  ولكن مع الأسف لا المصحّح الفارسي كانت بحوزته النسخة العربية ، ولا المصحّح العربي التفت إلى النسخة الفارسية ، حتى يشيرا إلى التفاوت بين النصّين . 
  وبغضّ النظر عن الأحاديث الواردة في هذا الباب ، هناك توضيحات تاريخية وجغرافية ملفتة للنظر حول الحرمين ، وكثير منها يحتوي مواضيع هامّة ودقيقة حول الأماكن المقدّسة ، وفي الأغلب هوتلخيص أو نفس مطالب كتاب أخبار مكة لأبي الوليد الأزرقي . 
  يقول الخرگوشي في ذيل الإشارة إلى مقام إبراهيم : 
  «قال أبو سعد عبد الملك بن محمد صاحب الكتاب - أعانه اللّٰه على طاعته - : 
  سألت الزمازمة حتى أتوا إليّ بماء زمزم ، ثم سألت بني شيبة أن يكشفوا لي عن المقام ، فكشفوا في البيت ، وسكبوا الماء موضع القدم ، ثم شربت تبرّكاً بذلك ، ورأيت أثر قدمي إبراهيم عليه السلام مغموساً فيه ، وأصابع إحدى رجليه عند عقب الأخرى . وكان في ذلك الوقت ، المقام في البيت ، وهذا دأبهم في الموسم ، يخفون المقام في مصعد السطح في البيت ، وذلك أنه حمل المقام مرّة ، فلما ردّ اللّٰه تعالى عليهم ذلك احتاطوا في ذلك الحفظ» 1 . 
  واحتمال كون المؤلف اشتبه بين المقام والحجر الأسود وارد ، حيث يبدو أن مقصوده الإشارة إلى الحادثة التي حصلت للحجر الأسود على يد القرامطة . 
  
    
ناصر خسرو والحجاز 
  
  ومن الآثار الغنيّة بالمعلومات حول الحج والحجاز ، خاصّة الحرمين الشريفين ، رحلة ناصر خسرو القبادياني ، العالم الإيراني الكبير في القرن الخامس، الذي سافر إلىالحج في جمادى الثانية من سنة 437ه (مارس 1046م)،