204الرحالة أن الحجاج كانوا يتبادلون أخبار أوطانهم ، مما يشكل أنموذجاً للوحدة الإسلامية والرابطة القوية التي تربط بين أجزاء العالم الإسلامي آنذاك ، ويتدارسون حلول مشاكلهم .
هنا ، تتضح قيمة وأهمية هذه الرحلات المشرقية إلى الحجاز لأداء شعيرة الحج ، سواء قيمتها الفكرية أو الأدبية أو ما تحمله من رؤى وأفكار تنادي بتطوير الحجاز والأماكن المقدسة وحل مشكلاته مع الحجاج .
ثالثاً : أهم الرحلات من المشرق
العربي وأبرزها :
حظي الحجاز بالتعرف على أسماء فكرية لامعة ، سجلت حضورها الثقافي من خلال ما دونته على الحجاز من كتب ومذكرت ومقالات حول الحج ، وما يرتبط به من فضاء سياسي واجتماعي واقتصادي ، الأمر الذي جعل لهذه الرحلات اهتماماً خاصاً بها وبأصحابها ، ومن هذه الرحلات المدونة ما يلي :
1/3 رحلة إبراهيم رفعت باشا :
مرآة الحرمين (الرحلات الحجازية والحج ومشاعره الدينية) .
يعتبر اللواء إبراهيم باشا من القيادات العسكرية البارزة التي حظيت بقيادة إمارة الحج المصري في أربع سنوات متتالية وهي : عام 1318ه / 1901م ، عام 1320ه / 1903م ، عام 1321ه / 1904م ، عام 1325ه / 1908م . وفي كل هذه الرحلات قام بتدوين مشاهداته ، منذ أن خرج من مصر ، مروراً بالسويس (بحراً) ، وحتى جدة .
لقد قسم إبراهيم باشا كتابه إلى ثلاثة أجزاء تحوي كل الرحلات الأربع ، وجاء الجزء الأول مهتماً بالعناصر التالية :
أ - المحمل المصري وأهميته التاريخية ودوره في حل كثير من المشاكل الاقتصادية لدى عرب الحجاز ، وشرافة الحجاز السياسية .
ب - الطريق من مصر إلى الحجاز عبر السويس بحراً ، ثم رابغ ،