178عليّ أربعة وعشرون ساعة ، لا أشعر بأوقات الصلوات الخمس ، فاضطرب النواب واشتد حزنه ، وأحضر الدكاترة الباكستانيين والعراقيين ، وطلب الأدوية من الأجزاخانات 1 ، ولم يجد بعضها حتى أحضر الدكتور الإيراني الموظف لمعالجة [ الحجاج] ، فأنقذني هو من الهلكة ، وثلجني من رأسي إلى بطني ، وكان معه بعض ما لم يوجد في الأجزاخانات ، إلى أن خفت السخونة ، وشعرت ببرد الثلج على يدي اليسرى ، وبشر الحضار برفع الخطر بعد يأسهم من حياتي ، ولما رأى التحسن وتقدم الصحة جوّز الاغتسال بالماء البارد ، ففي عصر الأربعاء اغتسلت وأحرمت للحج .
فأثرت حرارة الشمس علىٰ جسدي من جدّة إلىٰ مكّة فمرضت . . . وفي ليلة الأربعاء اشتدت الحمىٰ حتّىٰ أغمي عليّ أربعة وعشرون ساعة ، فاضطرب النواب واشتد حزنه . . . حتّىٰ أحضر الدكتور الإيراني فأنقذني هو من الهلكة ، وثلجني من رأسي إلىٰ بطني
وليلة الخميس بتنا في عرفات إلى غروب الشمس ، وفي أول مغرب ليلة الجمعة نفرنا إلى المشعر الحرام ، وصلينا المغرب بها بعد ثلاث ساعات من الليل من كثرة الزحام ، بتنا بها إلى طلوع الشمس .
ورحلنا إلى منى ، وبعد ساعتين نزلنا في الخيمة عيّنها لنا الغنام ، وكنت جليس الخيمة تمام يوم الجمعة والسبت والأحد إلى قرب الغروب ، فرجعنا إلى مكة لأداء طواف الزيارة وطواف النساء . وفي تلك الأيام الثلاثة قام بأداء رمي الجمرات والذبح عني وعن العلوية الحاج علي أكبر السلماني النجفي ابن المرحوم الحاج يوسف السلماني ، كما أنه كان يطوّف العلوية .
وكان نزولنا بمكة في دار عبداللّٰه سالم باشا من الموظفين للدولة السعودية ، ولها تلفون خاص يخابر به النواب الأحباب ، ويطلعهم على شدة مرضي