177الزوال ، ونزلنا هناك مدينة الحجاج ، وبعثنا بجوازاتنا إلى أبي زيد وكيل مطوفنا محمد علي الغنام ، وطلبنا منه الرواح إلى المدينة بما كان عندنا بليط الطيارة إليها ، فحوّل البليط إلى الشركة السعودية ، وخرجنا إلى مطار المدينة عصراً ، وبقينا عدة ساعات حتى ركبنا الطيارة .
ووصلنا المدينة المنورة بعد أربع ساعات من ليلة الأربعاء ، وترددنا في تعيين المكان إلى أن نزلنا دار أسعد أمر اللّٰه 1 بن صالح أمر اللّٰه في الساعة السادسة من الليل ، وهي في جانب قبور البقيع ، والفاصل بينهما الشارع العام ، وبيتُ أمرِ اللّٰه يظهرون التشيع في المدينة عند الحجاج ويعملون بالتقية ، ورأيت عنده خطوط العلماء النازلين عندهم ، مثل خط الميرزا المجدد الشيرازي ، والحاج ميرزا حبيب اللّٰه الرشتي ، والحاج السيد حسين الترك [ الكوهكمري] وغيرهم .
وتشرفنا بالمدينة أربعة أيام: الأربعاء والخميس والجمعة ويوم السبت إلى قرب الغروب ، فغسلنا للإحرام ، وخرجنا إلى مسجد الشجرة ، وفي أيام إقامتنا كنا نتشرف بزيارة قبر النبي وقبور أئمة البقيع - صلوات اللّٰه عليهم - ووفقنا للصلاة في المساجد العشرة في المدينة وخارجها : مسجد قبا ، مسجد فضيخ وردّ الشمس ، مسجد فتح أحزاب ، مسجد ذي القبلتين ، مسجد الغمامة ، مسجد علي ، مسجد سلمان . . . .
وزرنا قبر عبداللّٰه والد النبي ، وحمزة سيد الشهداء عمه وسائر شهداء أحد ، ودخلنا باغ فدك 2 ومشربة أمّ إبراهيم وغير ذلك .
وخرجنا من مسجد الشجرة محرماً في سيارة مكشفة قبل المغرب ، وبتنا في الطريق تلك الليلة ، وتوجهنا ليلة الأحد إلى مكة بعد صلاة الصبح ، ولم نصل إليها إلّا قبل الظهر بساعة ، فأثرت حرارة الشمس على جسدي من جدة إلى مكة ، فمرضت من ليلة الإثنين إلى تمام ثلاثة عشر ليلة ، فحملوني ليلة الثلاثاء إلى طواف العمرة والسعي والتقصير وأحللت ، وفي ليلة الأربعاء اشتدت الحمى حتى أغمي