11
معالم الحج في الروايات
يعدّ الحج من أهم مظاهر الإسلام ، نظراً لاشتماله على الكثير من السنن والأسرار ، ولهذا وردت في أهميته ، ومكانته ، وأبعاده المختلفة ، وأسرار تشريعه . .
الكثيرُ من الروايات عن المعصومين عليهم السلام ، ونحاول هنا الاكتفاء ببعض ما جاء عنهم عليهم السلام في ذلك .
1 - عن معاوية بن عمّار عن أبي عبداللّٰه عليه السلام عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام : «أنّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله لقيه أعرابي فقال له : يا رسول اللّٰه! إني خرجت أريد الحج ففاتني ، وأنا رجل مميل ، فمرني أن أصنع في مالي ما أبلغ به مثل أجر الحاج .
فالتفت إليه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فقال : أنظر إلى أبي قبيس ، فلو أنّ أباقبيس لك ذهبة حمراء أنفقته في سبيل اللّٰه ما بلغت ما يبلغ الحاج .
ثم قال : إن الحاجّ إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئاً ولم يضعه إلا كتب اللّٰه له عشر حسنات ، ومحى عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، فإذا ركب بعيره لم يرفع خفاً ولم يضعه إلا كتب اللّٰه له مثل ذلك ، فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه ، فإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه ، فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه ، فإذا وقف بالمشعر الحرام خرج من ذنوبه ، فإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه .
قال : فعدّ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله كذا وكذا موقفاً إذا وقفها الحاج خرج من ذنوبه ، ثم قال : أنى لك أن تبلغ ما يبلغ الحاج ، قال أبوعبداللّٰه عليه السلام ولا تكتب عليه الذنوب أربعة أشهر ، وتكتب له الحسنات ، إلا أن يأتي بكبيرة» 1 .
ولعل مراد النبي صلى الله عليه و آله من التأكيد على خروج الحاجّ من ذنوبه عقب أداء كلٍّ من المناسك الإشارة إلى أنّ كل واحدٍ من هذه الأعمال له دور في غفران نوع خاص