10ففي الحج آيات إلهية ، كالكعبة والحجر الأسود ، ومقام إبراهيم ، وزمزم وغير ذلك من أمثاله مما هو واضح مشهود . فأرض قاحلة لا تقبل الزراعة ، تغدو بدعاء النبي إبراهيم عليه السلام : [فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّٰاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ] 1 كعبةً للمشتاقين ، هي في حدّ ذاتها من الآيات الإلهية ، كسائر بركات الحج وأسراره ، مما لا يشاهد الكثير منها سوى أولياء الحق .
5 - إضافةً إلى الآيات المذكورة آنفاً ، ثمة آيات أخرى طبّقت في الروايات على الحج أيضاً ، ومن بين هذه الروايات ، ثلاث روايات ننقلها هنا هي :
أ - معاوية بن عمّار قال : «سألت أبا عبداللّٰه عليه السلام عن رجل له مال ولم يحج قط؟ قال : هو ممّن قال اللّٰه تعالى : [وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ أَعْمىٰ ] 2 ، قال : قلت : سبحاناللّٰه! أعمى؟ قال : أعماه اللّٰه عن طريق الحقّ» 3 .
ب - عن أبي بصير قال : «سألت أبا عبداللّٰه عليه السلام عن قول اللّٰه عز وجل : [وَ مَنْ كٰانَ فِي هٰذِهِ أَعْمىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمىٰ وَ أَضَلُّ سَبِيلاً] 4 ، قال : ذلك الذي يسوّف نفسه الحج - يعني حجة الإسلام - حتى يأتيه الموت» 5 .
والمستفاد من هذين الحديثين أن باطن تارك الحج أعمى في الدنيا ، وأنّ هذا الباطن ، سيغدو ظاهراً في الآخرة ، ولهذا فسوف يحشر هذا الإنسان فاقد البصر يوم القيامة .
ج - طبّقت في بعض الأحاديث الآية المباركة : [فَفِرُّوا إِلَى اللّٰهِ ] 6 على الحج ، منها ما قاله الإمام الباقر عليه السلام في تفسير المراد منها : «حجّوا إلى اللّٰه» 7 .