٢۵تناله يد التغييرات ولا تحظي بكرامته شباك التحوّلات، فإنّ ذاته منبع الحياة والنور والعلم والقدرة، ولا سبيل فيها أبداً للموت والظلمة والجهل والاعترال، فهي الذات العليمة - إذن - بمصالح الإنسان ومفاسده، والأقدر علي تعليمه وهدايته إلي المدارج الرفيعة وتحذيره من السقوط في المهاوي السحيقة، وتبيين درجاتها والإعلام بدركاتها.
علي هذا الأساس، فإنّ سرّ عالميّة الإسلام يكمن في:
أوّلاً: إنّ نزوله كان لتفتيح براعم الفطرة الإنسانيّة، تلك الفطرة التي لا ترتهن لأرض خاصّة ولا لتاريخ معيّن، كما لا مسير زمنيّ لها، بل لا تنالها التأثيرات العرقيّة والقوميّة ولا الظواهر الجغرافيّة، ومن هنا تمثل البنية التحتيّة الراسخة للتربية، والأساس المحكم للإرشاد والتعليم.
ثانياً: إنّ معلّم الإنسان ومربّي البشريّة هو الإله الذي لا رخصة للجهل في الولوج إلي حريم علمه المطلق اللامتناهي، ولا فسحة للسهو والنسيان إلي حرم أمن