45
لا حرمة لمسجد قُباء ولا لمسجد النبيّ صلى الله عليه و آله كفروا بهذا الاعتقاد، هذا ما قاله ابن العربي 1. ولا مانع من أن يكون المراد منها كلّ ما تعنيه كلمة الكفر من معان.
الصفة الثالثة:
«وتفريقاً بين المؤمنين»
وهو هدف خطير تحمله حركة النفاق ويقصده المنافقون في كلّ تصرفاتهم ضد الدعوة الجديدة، فبني هدفهم، إذا ما تمّ إنشاء هذا المسجد، مستغلّين قدسية المسجد وانشداد المؤمنين له، بما يحمله من مكانة في قلوبهم، وبما تضفي عليه صلاة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فيه لو تمّت، بني هدفهم على تفريق الأمّة المسلمة تمهيداً لتضعيفها فالاستحواذ عليها.
يقول الرازي: أي يفرقون بواسطته جماعة المؤمنين، وذلك لأنّ المنافقين قالوا: نبني مسجداً فنصلي فيه، ولا نصلي خلف محمد، فإن أتانا فيه صلينا معه، وفرّقنا بينه وبين الذين يصلون في مسجده، فيؤدي ذلك إلى اختلاف الكلمة وبطلان الألفة.
وهذا يدلك - كما يذكر القرطبي - على أنّ المقصد الأكبر والغرضَ الأظهر من وضع الجماعة تأليف القلوب والكلمة على الطاعة، وعقد الذمام والحرمة يفصل