40
مسجد قُباء وبعثوا إلى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أن يأتيهم، فأتاهم فصلّى فيه، فحسدهم إخوتهم بنو غُنم بن عوف، وقالوا: نبني مسجداً، ونرسل إلى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ليصلي فيه كما صلّى في مسجد إخواننا، وليصل فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام، وكان أبو عامر قد ترهب في الجاهلية وتنصّر ولبس المسُوح، وأنكر دين الحنيفية لمّا قدم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله المدينة وعاداه، وسمّاه النبي عليه السلام: أبا عامر الفاسق، وخرج إلى الشام، وأرسل إلى المنافقين: أن
[
أعدو
]
استعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح، وابنوا لي مسجداً فإني ذاهب إلى قيصر، فآتي بجند الروم، فأُخرج محمداً وأصحابه.
فقالوا: إنا [ قد ] بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية، وإنا نحب أن تأتينا فتصلّي لنا فيه، فدعا بقميصه ليلبسه ويأتيهم، فنزل عليه القرآن، وأخبره اللّٰه عزّ وجلّ خبر مسجد الضرار وما هموا به
فبنوا له مسجداً إلى جنب مسجد قُباء، وكان الذين بنوه اثني عشر رجلاً:
خِذام بن خالد، ومن داره أخرج مسجد الشقاق، وثعلبة بن حاطب، ومُعتب بن قُشير، وأبو حبيبة بن الأزعر، وعبّاد بن حنيف، وجارية بن عامر، وابناه مجمع وزيد، ونبتل بن حارث
[
وبخرج
]
وبجاد بن عثمان، ووديعة بن ثابت.
فلما فرغوا منه، أتوا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فقالوا: إنا
[
قد
]
بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية، وإنا نحب أن تأتينا فتصلّي لنا فيه، فدعا بقميصه ليلبسه ويأتيهم، فنزل عليه القرآن، وأخبره اللّٰه عزّ وجلّ خبر مسجد الضرار وما هموا به.
فدعا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله مالك بن الدُّخشم وأخا بني سالم بن عوف، ومعن بن عُديّ، أو أخاه عاصماً، وعامر بن السكن، ووحشياً قاتل حمزة، وهذا أمر مستبعد لأنه صلى الله عليه و آله أمره بأن لايراه حتى بعد أن أسلم، فقال له رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وبعد أن سمع حديثه عن كيفية قتله لحمزة رضوان اللّٰه عليه: ويحك! غيّب عني وجهك، فلا أُرينّك.