236
يومنا هذا.
ولأن مكة قِبْلَة العرب، والقرشيين ساداتهم، كان العرب يهرعون إلى مكة والقرشيين كلما حَزب بهم أمر، أو ضاقت بهم سبل، أو ألجأتهم حاجة كائنة ما كانت، فقد هرع إليهم قيس بن زهير العبسي طارداً إبلاً لابن عمه: الربيع بن زياد العبسي، في شحناء بينهما، سبق بها زياد، إذ خَدَع قيساً في درع له ساومه فيه، وهو على ظهر فرسه، ثم أخذ الدرع لينظر فيه، فهرب به ولم يرده، فاغتاظ زهير، واستاق إبلاً للربيع واحتمى بالقرشيين، وباع الإبل مقايضة بأدراع وأسياف من عبداللّٰه بن جدعان، وقيل: من حرب بن أمية وهشام بن المغيرة، ثم جاور بن قُشير، وفي ذلك يقول:
ألم يأتيك والأنباءُ تَنْمِي
كفاني ما أخاف أبو هلال
ومن اتجاه العرب لقريش: أنه وقعت حرب ضروس بين الأوس والخزرج، انتصر فيها الخزرج، ثم إنهم استنصروا اليهود تحسباً لرد الثأر، فلما رأت الأوس