151
ومن المستشرقين الذين قاموا بالحج بغرض التجسس، أو التعرف على أحوال مواطني مستعمرات بلادهم، الهولندي سنوك هورخنيه الذي كان أستاذاً للغة العربية في جامعة لندن
في 11 سبتمبر 1853م، وصل بيرتون إلى مكة المكرمة بعد رحلة متعبة حافلة بالمخاطر؛ ليستقر به المقام في بيت مرافقه محمّد البسيوني الذي كان دليله ومرافقه منذ بداية الرحلة.
يقول بيرتون عن مكة حينما وصلها لأول مرة: إنه لم يجد فيها ذلك الجمال الرشيق المتناسق الذي يتجلّى في آثار اليونان وإيطاليا، (وهذا دليل على التحول الذي طرأ على معمار مكة في الفترة ما بين زيارة فارتيما الذي وصف دورها بأنها تشبه الدور الإيطالية، وبين زيارة بيرتون لها) ولا الفخامة المتجلّية في أبنية الهند، ومع هذا فقد كان المنظر غريباً فريداً بالنسبة إليه، وكتب: «لكنني لم أرَ مثل هذه المشاهد المهيبة والرائعة في أي مكان آخر» .
ومن المستشرقين الذين قاموا بالحج بغرض التجسس، أو التعرف على أحوال مواطني مستعمرات بلادهم، الهولندي سنوك هورخنيه الذي كان أستاذاً للغة العربية في جامعة لندن، وعاش 17 عاماً في جزر الهند الشرقية (أندونيسيا) ، ثم زار مكة وبقي فيها ستة أشهر بين العامين 1884 و 1885م.
وتزامنت هذه الزيارة مع قيام حركات مقاومة للاستعمار الهولندي في تلك الجزر الآسيوية التي يحج منها عشرات الآلاف إلى مكة سنوياً، وكان الهدف منها التعرف على المؤثرات التي تدفع الثوار إلى العصيان بشكل خاص بعد عودتهم من مكة. والتقط هورخنيه آنذاك كمية كبيرة من الصور الفوتوغرافية لمواطني هذه الجزر إضافة إلى أماكن عديدة في مكة وجوارها.
إن قائمة الأوروبيين الذين زاروا مكة المكرمة طويلة في الحقيقة، إذ تضم إضافة إلى المشاهير الذين ذكرناهم عدداً أكبر ممن هم أقل شهرة، وبشكل عام