139
حب المعرفة يدغدغ فضول المهتمين لاختراق حاجز سريتها ضمن مناطق جغرافية أخرى في المشرق اهتم بها تيار فكري غربي سمي بالاستشراق. وبتنوع خلفيات هؤلاء المهتمين وأهدافهم وتوجهاتهم وسبلهم ظل الحج الوسيلة الأمثل لتغلغلهم إلى داخل هذا المجتمع المنغلق أمامهم. أتقنوا اللغة العربية وانتحلوا شخصيات إسلامية في سبيل هذه المعلومات رغم المخاطر التي كانت تحيط بهذا النوع من التسلل الذي أثار - حسب روايات بعضهم - ريبة أهل البلد وكاد يجلب الهلاك لهم، ولم يكن الفضول وحسب هو الذي أتى بهم جميعاً، فقد كان منهم الرحالة المستشرقون، وكان منهم الجواسيس، ومنهم من ساقتهم ظروف مختلفة كالعبودية وخلافها إلى الحج. وقد عرفنا منهم من تسنَّت له العودة إلى بلده من دون أن يهلك وأن ينشر مذكراته عن تلك الرحلات، ومنهم الكثير ممن لم تصلنا أخبارهم.
ولبعد المسافة ومشقة السفر وخطورة المغامرة، تمكنت المدينتان من الاحتفاظ بأسرارهما وغموضهما عبر كل ذلك التاريخ المتقلّب، وبقي حب المعرفة يدغدغ فضول المهتمين لاختراق حاجز سريتها ضمن مناطق جغرافية أخرى في المشرق اهتم بها تيار فكري غربي سمي بالاستشراق.
وبتنوع خلفيات هؤلاء المهتمين وأهدافهم وتوجهاتهم وسبلهم ظل الحج الوسيلة الأمثل لتغلغلهم إلى داخل هذا المجتمع المنغلق أمامهم. أتقنوا اللغة العربية وانتحلوا شخصيات إسلامية في سبيل هذه المعلومات رغم المخاطر التي كانت تحيط بهذا النوع من التسلل
بدأ تدفق الرحالة المستشرقين إلى المنطقة خلال القرن الخامس عشر الميلادي في إطار لايمكن عزله عن التطورات الدولية السياسية والعسكرية.
وكانت كتاباتهم عنها متباينة من حيث الالتزام بالموضوعية والحياد، ولكنها كانت تعكس اهتمام الأوروبيين المتزايد بالشرق عندما بدأت البوادر الأولى للصراع من