138
الحج والحجاج في كتب المستشرقين
خالد الطويلي
بدأ اهتمام الغرب ببلاد العرب منذ القرن الخامس قبل الميلاد في كتب هيرودوتس وثيوفرست تلميذ أرسطو، ولاحقاً في القرنين الأول والثاني للميلاد عند الجغرافي اليوناني سترابون، والمؤرخ الروماني بليني. بعد ذلك لم يضف الكثير على ما كتب آنذاك، حتى جاء القرن الخامس عشر الميلادي وبدأ تدفق الرحّالة الأوروبيين إلى الجزيرة العربية.
بقيت مكة المكرمة منذ نشأتها - وعلى مرّ العصور - مجهولة الملامح لغير العرب الذين كانوا يحجون إليها، وعصية على الغزو الأجنبي رغم محاولات أباطرة الروم وملوك فارس في حقب مختلفة، وكان عدم توافر معلومات واضحة عن الصحاري العربية من أهم الأسباب التي أحبطت أولئك الغزاة الذين راودتهم فكرة الغزو.
وخلال حقبة انتشار الإسلام في أوروبا، تفاقم ذلك الغموض الذي كان يحيط بمكة المكرمة وبالمدينة النبوية خصوصاً بالنسبة إلى أولئك الذين أرادوا معرفة ما يمكن عن منشأ الإسلام الذي ساق الجيوش إلى ديارهم. ولأنهم كانوا ممنوعين من دخولها، ولبعد المسافة ومشقة السفر وخطورة المغامرة، تمكنت المدينتان من الاحتفاظ بأسرارهما وغموضهما عبر كل ذلك التاريخ المتقلّب، وبقي